العلامة ابن عثيمين رحمه الله

الرواية-عند-أهل-البدع-تنقسم-إلى-قسمين



قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "الرواية عند أهل البدع تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن تكون البدعة مكفرة ، فهذا لا يُروى عنه، ولا يقبل خبره.
القسم الثاني: أن تكون البدعة مفسقة، أي: لا توصل إلى الكُفر، فهذا قد اختلف فيه العلماء، فمنهم من رَدَّ روايتهم مُطلقًا، ومنهم من قال بالتفصيل: إن روى ما يُقوِّى بدعته، فإنه لا يُقبل؛ لأنه مُتهم، وإن روى ما لا يُقوِّى بدعته، فإنه يُقبل؛ وهذا في المبتدع الذي لم يصل إلى حدِّ الكفر؛ وذلك لأن أهل البدع عندهم - لا سيما أهل التأويل الذين يتأولون ما مشوا عليه من البدع وليس يشاقون لله ورسوله- يرون أن الرواية عنهم لا بأس بها إلا إذا روى ما يُقوِّى بدعته فإنه يُرد، فالخوارج مثلا من أشدِّ الناس تحرِّيا للصِّدق، ويرون أن الكذب من كبائر الذنوب، وصاحبه مُخلد في النار، هؤلاء مع تحرِّيهم الصِّدق إن رووا ما يُقوى بدعتهم، فإنهم لا يُقبلون، وإن رووا ما لا يُقوى بدعتهم قُبل.
هذا إذا قلنا: إن بدعة الخوارج غير مُكفِّرة، أما  إذا قلنا: إنها مُكفِّرة، فلا يُروى عنهم.
 المصدر:  شرح صحيح مسلم، الجزء الأول، ص38.
أحدث أقدم