شرح حديث: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع العلامة ابن عثيمين رحمه الله

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" (1)، فمعناه: أن يحدث بكل ما سمع من غير تثبت، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "بكل ما سمع"، وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام، فكون الإنسان مهدارًا، كل ما سمع يتحدَّث به، فإنه تكثُر عثراته، ولهذا قيل: من كثر كلامه كثر سقطه.

وهذا شئ مجرب مُشاهد، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم من قيل وقال (2)، فكون الإنسان ما همه إلا قيل كذا، أو قال كذا، فإن هذا يضيع عليه الوقت ويحصل منه الشئ الكثير، أنت الآن بنفسك ربما تُحدِّث بحديث سمعته من فلان، ثم يتبين أن فلانا مخطئ، ماذا يكون مقامك؟! لابد أنك تقع في حرج وتنزل مرتبتُك عند الناس، فلهذا ينبغى للإنسان ألَّا يحدث بكل ما سمع حتى يتيقن ويتبيَّن ويكون حديثه مبنيّا على أصل".

(1) أخرجه أبو داود (4992)، والحاكم (1∕122)

(2) أخرجه البخاري (6473)، ومسلم (593) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.