القاعدة السابعة - الإسلام دين عمل للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).
وأخيرا، دعا الإسلام إلى العمل وحث عليه كل قادر، وجعله موضع نظر الله من العبد؛ فإن الله لا ينظر إلى الصور والأجساد ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.
وأخبر أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف،
وأن أطيب ما أكل الرجل من كسبه،
وأن من أمسى كالاًًّ من عمل يده أمسى مغفورًا له،
وأن الرجل حين يأخذ حبله ويخرج إلى الجبل فيجمع حزمة من الحطب يحملها على ظهره ويبيعها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه،
وأن اليد العليا خير من اليد السفلى،
وأن الله يحب عبده الشجاع ولو على قتل حية، إلى غير ذلك.
مما يدل على أن الإسلام دين الإيجاب والحياة والقوة والنظام، وليس دين القعود والتوكل والمهانة والعجز، ولا دين البيع والصوامع والخلوات والأديرة،
ولا دين هؤلاء البطالين والمتآكلين باسم الدين الذين يجوبون في طول البلاد وعرضها يجمعون المال الحرام ويأكلون في بطونهم السحت الخبيث، ويخدعون الجاهل والأغرار باسم المشيخة والطريقة والسر والبركة والولاية والمدد، ويتخذون من ذلك حرفة يتعيشون منها معرضين عن الأعمال الشريفة التي تضمن لهم الرزق الحلال الطيب بلا ختلٍ ولا احتيال.
أيها الإخوة، هذا هو الإسلام في إطاره الحقيقي، وفي تياره النقي قبل أن تُصب فيه تلك الروافد الآسنة التي عكرت صفوه، وأخرجته عن بساطته ونقائه، وغيرت في وجه سنائه.
فماذا حدث لهذا الإسلام من أحداث وماذا أصابه من محن وأرزاء ؟ هنا يطول الكلام جدّا،
فقد استهدف الإسلام في مدى أربعة عشر قرنا لحملات جائرة وغارات متلاحقة بعضها مستعلن وبعضها مستتر.
بل إن الإسلام قد أوذي من بعض أهله الغيورين بأكثر مما أوذي من الأعداء الشانثين.
ولقد صدق المثل القائل: (عدو عاقل خير من صديق جاهل).
[المصدر: غربة الإسلام للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله].
أول مدونة سلفية متخصصة في جمع تفريغات الدروس والمحاضرات والخطب وغيرها التي تخدم المنهج السلفي، والهدف من ذلك تقريب العلم الشرعي الصحيح لطلابه..
إشعار : كل حقوق التفريغ محفوظة للمدونة.