يجب التحرز من الكذب على أهل العلم فيما ينقل عليهم، لأن العلماء ورثة الأنبياء

يجب-التحرز-من-الكذب-على-أهل-العلم

عن ربعي بن حراش أنه سمع عليا رضي الله عنه يخطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار". متفق عليه (1)
عن أنس بن مالك أنه قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار". متفق عليه (2)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". متفق عليه (3)

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "إذا كان الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على أحد، فالكذب على الله أشد وأعظم، ولهذا قال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}، والكذب على أهل العلم في أمور الشريعة أيضا ليس كالكذب على غيرهم، ولهذا يجب التحرز من الكذب على أهل العلم فيما ينقل عليهم، لأن العلماء ورثة الأنبياء، فإذا كذب أحد على عالم في أمر شرعي، فإنه يكون كاذبا على إرث الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الكذب على العالم فيما هو من أمور العامة فهذا ليس كالكذب على العالم فيما هو من أمور الشرع". المصدر:  شرح صحيح مسلم، الجزء الأول، ص28.

قلت: وهذا صحيح، هؤلاء الذين لا يعرفون من العلماء إلا الاسم؛ تراهم تارة يكذب حديث صحيح أو حمل المجمل على المفصل والمطلق على المقيد أو تكذيب تفصيل لمسألة شرعية؛ أو تكذيب دليل ثابت من الكتاب والسنة والإجماع؛ بحجة العذر بالجهل والصبر على الناس والمصالح وحفظ الأمن{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}


(1) رواه مسلم، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم: 1؛ والبخاري، حديث رقم: 106.(2) رواه مسلم، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم: 2؛ والبخاري، حديث رقم: 108.(3) رواه مسلم، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم: 3؛ والبخاري، حديث رقم: 110.
أحدث أقدم