قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "الدين جاء لسعادة البشر ولانتفاء الشر عنهم والضرر: هذه القاعدة في الشريعة الإسلامية أنها جاءت لسعادة البشر، ولانتفاء الشر عنهم والضرر في الدنيا والآخرة.
وهذان هما الأمران اللذان تدور عليهما شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، تحصيل المصالح كاملة أو وافرة، وتقليل المفاسد أو إعدامها، أي: درء المفاسد وجلب المصالح، وهذه هي القاعدة العامة في دين الله عز وجل، ودين هذا شأنه جدير بأن يهتم به الإنسان ويعتقنه ويدعو إليه ويؤيده.
لهذا قال الله عز وجل في كتابه العظيم: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ}؛ [سورة ص: 29] وقوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ} ؛ [يونس: 26]؛ وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} ؛ [الكهف: 30]، وقال عز وجل: {إِنَّ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} هذا سعادة الدنيا {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}؛ [النحل: 97] هذا سعادة الآخرة. والآيات في هذا المعنى كثيرة.ة
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" يعنى: "أنه ليس في دين الإسلام ضرر، وليس فيه أيضا مضارة، بل هو الدين الكامل الذي بُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم. إذ أنه جاء لسعادة البشر، ولانتفاء الشر عنهم والضرر". المصدر: شرح منظومة أصول الفقه وقواعده، ص: 49
ثم قال رحمه الله: "إذا يرجع تحقيق المصالح والمفاسد إلى الشرع، الكتاب والسنة، لا إلى الذوق، ولا إلى الرأي، لا إلى الخيال. ونعلم أن ما أمر به فهو مصلحة، وما نهي عنه فهو مفسدة. والغاية من ترك المحظورات هي: السعادة". المصدر: شرح منظومة أصول الفقه وقواعده، ص: 49