وجوب دعوة الخلق إلى رحاب الحق الشيخ العلامة زيد المدخلي رحمه الله تعالى (مفرغة).
من المسلَّم به والمعلوم من الدين بالضرورة وجود دعوتين وحزبين وطريقين.
أما الدعوتان: فدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وهي الدعوة إلى وجوب الإيْمان به وبما جاءت به رسله الكرام من أولهم نوح إلى آخرهم وخاتمهم محمد صلى الله عليهم وسلم وبارك عليهم أجمعين.
ومما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله تعالى بِهذا المعنى العام الشامل وظيفة رسل الله أجمعين، الذين بعثهم الله مبشرين ومنذرين , مبشرين من أطاع الله برضاه والجنة، ومنذرين من عصى الله بسخطه والنار، كما قال سبحانه: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [[النساء:165].وكما قال عز شأنه: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْط}[الحديد: من الآية 25].وكما قال عز وجل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت}[النحل: من الآية 36].وقال أيضًا: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا} [المؤمنون: من الآية 44].
فهذه الآيات الكريمات تدل بوضوح على أن الله عز وجل لَم يكل الخلق إلى عقولهم ليعبدوه، بل أنعم عليهم بأعظم النعم حيث أنزل عليهم كتبًا (1) فيها بيان لهم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون، وأرسل إليهم رسلاً (2) ينيرون لهم طريق الحق ويدعونَهم إليها ويحذرونَهم من سبل الهلاك التي تفضي بسالكيها إلى حضيض الدركات.
ولله الحكمة في خلقه والتصرف المطلق فيهم، فمن اهتدى فبفضل الله ورحمته اهتدى، ومن ضل فبعدل الله وحكمته ضل وغوى.
ولقد دعا ويدعو بدعوة الرسل الكرام والأنبياء(3) العظام أتباعهم من أهل العلم النافع، والعمل الصالح في كل زمان ومكان، إذ هم وارثو علمهم والآخذون بسنتهم فقد أقام الله بِهم الحجة على أقوام وأمم، ورحم بِهم أقوامًا وأمَمًا آخرين، فلهم من كل من جاء بعدهم الثناء العاطر ولسان الصدق، والدعوات المباركات على جهودهم الخيرة وتضحياتِهم الموفقة، وعليهم من ربِّهم صلوات ورحمة، ولهم منه الجزاء الأوفى والدرجات العلى.
حقًّا لقد كان لهم في رسل الله أسوة حسنة، وقدوة صالحة رشيدة عضوا عليها بالنواجذ، وضحوا في سبيل تحقيقها بالنفس والنفيس، لقد دعو إلى الله بقلوب مخلصة وألسنة صادقة وجوارح متحركة في أداء الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بلا ملل, ولا فتور، ولا يأس، ولا تردد ولا تقصير: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألبَابِ} [الزمر: من الآية 18] ولا غرو أن يكونوا كذلك، فهم الذين قال في حقهم النبي الكريم صلى الله عليهم وسلم : (وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لَم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا وإنَّما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر)(4).
وهم الذين أشاد الرسول الأمين بفضلهم وعظيم أجرهم في طلبهم للعلم وعملهم به ونشرهم له، فقال: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وإن فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لَم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر)(5).
وهم الذين ظفروا بصلاة الله وملائكته عليهم، بل وصلاة أهل السموات وأهل الأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، كما جاء في حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير)(6) حديث صحيح.
قلت: وكفى بذلك فضلاً وشرفًا للعلماء العاملين والدعاة إلى الله المخلصين الصادقين، وهنيئًا لهم بما حباهم به ربُّهم رب العالمين وأرحم الراحمين.
ولقد وصفت الأمة المحمدية في محكم القرآن بالخيرية المطلقة لقيامها بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والإيْمان به كما في قوله سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: من الآية110].
فلقد قامت هذه الأمة بتبليغ الرسالة المحمدية التي ورثتها عن نبيها محمد صلى الله عليهم وسلم سالكة خير الطرق وأزكاها، ممتثلة أمر ربِّها وخالقها ومولاها حيث قال عز وجل لنبيه صلى الله عليهم وسلم وأمته تبع له في ذلك: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: من الآية 125]. وقال سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك} [هود: من الآية 121].
وأثنى على الدعاة وأشاد بصنيعهم، فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} [فصلت:33].
ورغب في الدعوة وحذر من تركها، إذ هي رسالة النبي صلى الله عليهم وسلم وفريضة أمته، فقال عز وجل : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
فمن هذه النصوص القرآنية الكريمة ونظائرها من نصوص الكتاب والسنة، نعلم علم اليقين أن الدعوة إلى الله التي جاء بِها رسول الله صلى الله عليهم وسلم دعوة عالمية وفرض كفاية وواجب عظيم كلف الله به جميع المسلمين والمسلمات كل بحسب قدرته وفي حدود مسئولياته، وبالإيْمان بفرضيتها، والالتزام بأدائها، وبذل الجهد في سبيلها يكون العبد من أتباع نبيه محمد صلى الله عليهم وسلم حقيقة لا ادعاء،
وكما تكون الدعوة بالكلمة الطيبة والقول الحسن من كتابة وخطابة وتوجيه وتنبيه، فإنَّها تكون بالفعل الجميل والسلوك الفاضل والخلق الرفيع، وعلى العموم بالتطبيق العملي لكل ما جاء به إمام الدعوة نبينا محمد صلى الله عليهم وسلم، وتجلى ذلك التطبيق في التفاعل مع أوامر الله ونواهيه والقيام بجميع فرائضه, والوقوف عند حدوده مع الشعور الطيب، والنية الصالحة الخالصة،
وبذلك يكون الداعية ترجمة حية لما يقول، وقدوة حسنة للخلق أجمعين إذ إن القدوة الحسنة لها تأثيرها البالغ في المدعوين، فإذا فقدت القدوة الصالحة الرشيدة من الداعية إلى الله بحيث يقول ما لا يفعل، ويدعو إلى صالح العمل ولا يعمل، فقد أضاع جهده وخسرت صفقته، وبارت تجارته، وعرض نفسه جهرة للذم والتوبيخ المنصوص عليهما في قوله سبحانه: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة:44].وفي قوله عز و جل : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:2،3].
وقد انطبق عليه الحديث: (مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه، كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه)(7). عياذًا بالله من أسباب الشقاء وسوء الحال والمآل.
فينبغي للداعية إلى الله أن يكون أول العاملين بما يدعو إليه من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، ومتابعة رسوله صلى الله عليهم وسلم في العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والسلوك ظاهرًا وباطنًا، وقد سئل بعض زعماء العرب عن سبب إسلامه، فكان جوابه: "إني وجدت محمدًا صلى الله عليهم وسلم ما دعا إلى شيء إلا كان أول الفاعلين له، ولا نَهى عن شيء إلا كان أول المجتنبين له".
ومن هنا، فإذا تأسى الداعية برسوله الكريم صلى الله عليهم وسلم، انطلقت دعوته المخلصة فانفتحت لها أبواب القلوب، ووعتها الآذان الصاغية، وقبلتها النفوس الطيبة، ونفذتْها تلك الجوارح المباركة، التي تلقت توجيهاتِها من القلوب الحية العامرة المستنيرة بنور الإيْمان الحقيقي الذي ظهرت آثاره الصالحة عليها فظلت منقادة لله رب العالمين.
كما ينبغي للداعية إلى الله من ذكر وأنثى أن يبني دعوته الرحيمة على الأسس السليمة والقواعد المستقيمة، وذلك بأن يبدأ في دعوته بدعوة أهله وإصلاح وإنقاذ عشيرته من النار، امتثالاً لأمر الله حيث قال : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6]. وقال سبحانه: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214].
وبعد نزول هذه الآية، بادر النبي صلى الله عليهم وسلم إلى تنفيذها عملاً وتشريعًا فنادى قريشًا فعم وخص، فلما اجتمعوا إليه قال: (لو أخبرتكم أن خيلاً تريد أن تخرج عليكم من سفح هذا الجبل، أكنتم مُصَدِّقي؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبًا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تبًّا لك ما جمعتنا إلا لهذ)(8). فأنزل الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد:1، 2].
وخص صلى الله عليهم وسلم أفرادًا من قرابته فقال: (يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئً)(9). الحديث.
ولقد أحسن القائل في هذا المعنى :
وابدأ بأهلك إن دعوت فإنَّهم ... أولى الورى بالنصح منك وأقمن
والله يأمر بالعشيرة أولاً ... والأمر من بعد العشيرة هين.
وبعد تبليغ العشيرة ودعوتِهم إلى الله ليؤمنوا به ويعملوا بِشَرْعِه ويتابعوا رسوله يجب على الداعية أن ينطلق مسرعًا ومسارعًا إلى دعوة الخلق لمعرفة الحق والعمل به مترسمًا في ذلك منهج الأنبياء والمرسلين ومتبعًا لقول الله عز وجل عن أنبيائه ورسله: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ} [الشعراء:109]. وقوله عز و جل عن نبيه شعيب: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: من الآية88].
مستصحبًا في دعوته الرفق واللين والصبر والرحمة والإخلاص، متحملاً ما يناله من أذى عملاً بقوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200].
وعملاً بوصية الأب الصالح لابنه وهو يعظه كما قص الله عنه في سورة لقمان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:17].
وما هذه الوصية إلا لأنه لابد لكل داع إلى الهدى من أعداء يفتنونه ويسفهون رأيه ويحتقرون شخصه ويكذبون بما يدعونَهم إليه، ويضحون بالنفس والنفيس والغالي والرخيص في سبيل صد الناس عن دعوته الربانية الرحيمة كما قال عز وجل : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: من الآية 112]. كما قال عز وجل : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2،3].
ولقد أوذي النبي الكريم والداعية العظيم صلى الله عليهم وسلم وأصحابه الكرام أشد الأذى في سبيل الدعوة إلى الله ونصرة دين الله، وامتحنوا بأبلغ المحن فثبتوا في وجه الفتنة ثبوت الجبال الشم الرواسي بفضل الله عليهم ثم بقوة إيْمانِهم العميق وصدق عزيمتهم وثقتهم بالله القائل وقوله الحق ووعده الصدق:
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51].
ومن أراد أن يعرف ذلك جيدًا، فليطالع صفحات تاريخ الدعوة المحمدية وليقرأها بإمعان، ولينظر ماذا حصل من الأذى لخير الأمة بعد نبيها أبِي بكر الصديق(10)، والخلفاء من بعده(11)، ثُمَّ لجعفر الطيار(12)، وحَمْزة سيد الشهداء(13)، وبلال الْحَبشي(14)، وصهيب الرومي(15)، وسمية(16) أول شهيدة فِي الإسلام من النساء، وعمار بن ياسر(17)، ومصعب بن عمير القرشي(18)، وخبيب(19)، وخباب(20), والقراء(21)، الذين قتلوا غدرًا فأنزل الله فيهم ذكرًا، فرضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم ورحمنا وهدانا ورضي عنا، كما رحمهم وهداهم ورضي عنهم وأرضاهم.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أسجل بإيجاز ما يحضرني من الصفات الرفيعة التي يجب أن يتحلى بِها الداعية إلى الله ليكون ناجحًا في دعوته رابحًا في تجارته فأقول ومن الله العون في جميع الشئون:
من صفات الداعية:
الصفة الأولى: إخلاص النية لله الذي بيده الثواب والعقاب، والذي لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا صوابًا، لحديث: (إنَّما الأعمال بالنيات، وإنَّما لكل امرئ ما نوى).
الصفة الثانية: التزود من العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: من الآية 197].
الصفة الثالثة: فهم العقيدة فهمًا صحيحًا وتحقيق العبادة، إذ بذلك تقبل جميع الأعمال.
الصفة الرابعة: مراقبة الله في السر وفي العلن والاستحياء من الله والإستعداد التام للإنتقال من هذه الدار إلَى دار البرزخ فدار القرار: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لَم تكن تراه فإنه يراك)(22).
الصفة الخامسة: محاسبة النفس والاستعداد التام ليوم الانتقال من هذه الدار إلى دار القرار.
الصفة السادسة: الحرص الصادق على التأسي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك بمتابعة ما جاء به من عند ربه، ونبذ التقاليد الشرقية والغربية التي ابتلي بِها معظم الناس لاسيما شباب المسلمين ذكورًا وإناثًا بسبب الدعايات المغرضة التي تَهدم الدين وتحطم الأخلاق وتحارب فطرة الله التي فطر الناس عليها.
الصفة السابعة: استثمار الأوقات في كل ما ينفع ويفيد في الدنيا والآخرة رجاء لثواب الله ومحاربة للتسكع والتسيب والضياع التي تسبب الخذلان والحرمان والخسران في الدنيا والبرزخ ويوم لقاء الله.
الصفة الثامنة: الحرص على نشر العلم وإعطائه أغلى الأوقات، وإعداد نفسه إعدادًا جيدًا يمكنه من إيصال الخير إلى المدعوين على اختلاف مستوياتِهم وتباين أحوالهم.
الصفة التاسعة: محاولة كثرة الاطلاع والقراءة في الكتب المفيدة من قديْم وحديث جاعلاً في المقدمة القرآن الكريم وكتب تفسيره المشهورة, وكتب السنة المطهرة كالأمهات الست مثلاً مع شروحها، وكتب السيرة النبوية التي تكشف عن كيفية طرق الدعوة المحمدية، وكذا قراءة المجلات والصحف المعاصرة للاستفادة منها، أو النقد لها والرد عليها بقصد بيان الحق ونصرته، وتوضيح الباطل وقمعه ودحضه.
الصفة العاشرة: اختيار الأسلوب الحسن في الموعظة والجدل والمناظرة والتعلم الذي ينبغي أن تراعى فيه مستويات الناس في الفهم والحاجة إذ إن لكل مقام مقالاً وإن لكل زمان رجالاً.
الصفة الحادية عشرة: العناية باللغة العربية إذ هي لغة القرآن الكريم فلكم رأينا من إعراض عن حديث من يلحن، وزهد في موعظته أو محاضرته.
الصفة الثانية عشرة: مواكبة الأحداث ومعرفة الزمن الذي يعيش فيه والوسط الذي يعاصر ذويه إذ إن ذلك من أقوى أسباب نجاح الدعوة إلى الله في مجتمعات الخلق.
الصفة الثالثة عشرة: كثرة الاستشهاد بالقرآن الكريم بقصصه وأمثاله ووعده ووعيده، وكذا بالقصص والأمثال التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه ووصاياه كما يحسن ذكر مناقب الدعاة من سلفنا الصالح أعلام الهدى ومصابيح الدجى وأئمة الدين والتقوى، لتقوى عزائم المدعوين فيترسموا الخطى ويأخذوا القدوة الصالحة الرشيدة منهم.
الصفة الرابعة عشرة: التدرج والمرحلية مع المدعوين فيعلمهم صغار العلم قبل كباره يعلمهم العقيدة التي بدأ الأنبياء العظام والرسل الكرام بدعوة الخلق إليها وهذه عين البصيرة.
الصفة الخامسة عشرة: مراعاة عدم الإطالة لئلا يمل الداعية الناس أو يفتنهم عن الضروريات من حوائجهم، اللهم إلا إذا دعت الحاجة إلى الإطالة، فإنه لا مانع منها فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه خطب الناس يومًا كاملاً(23) بين لهم فيه كل شيء من أمور دينهم حتى دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وأصحابه الكرام جلوس يسمعون فلم يصبهم ملل ولا ضجر).
وإن حاجة الناس اليوم في القرى والبوادي إلى معرفة أصول دينهم وبيان محاسنه وفضائله لأشد من أي وقت مضى، كيف لا وهم يعيشون في عَصْرٍ كَمْ فيه من ملهيات ومغريات تزين للإنسان البشري الشر بحذافيره، وتحببه إلى النفوس بوسائلها الفاتنة ودعاياتِها المغرضة وضلالاتِها الهدامة، ورغم ذلك كله فإن معظم الناس يتضجرون إذا تجاوز الخطيب في خطبته أو المحاضر في محاضرته ربع ساعة من الزمن، فإذا ما قضيت الصلاة أو انتهت المحاضرة، سمعت لهم دويًا بالتعليق، لقد أطال علينا، وما هكذا تكون الخطابة والخطباء، ونحو ذلك.
بينما هم هدانا الله وإياهم لا يملون من قضاء ساعات طوال عند سماع الأغاني الخليعة أو التمثيليات الفاسدة المفسدة التي لا تحقق لأحد مصلحة ولا تفيد سامعًا شيئًا نافعًا، هكذا انعكست الحقائق عند هذا الصنف من الناس، فلا يكادون يفرقون بين النافع المفيد والضار والمؤلم، ومجالس الخير الطيبة المباركة، ومجالس الشر المحرقة المنتنة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
الصفة السادسة عشرة: الحرص على نيل الحكمة التي أرشد إليها القرآن الكريم، ومجانبة التقريع والتنديد بالمدعو أو المدعوين إلا في موضعه، فقد يكون الخصم مستهترًا ومتهورًا فينبغي أن تستعمل معه الشدة عله ينْزجر ويرتدع ويشعر أن العزة لأهل الإيْمان بالله والدعوة إليه كما قال تعالى:
{قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [الإسراء:102].
الصفة السابعة عشرة: كثرة الاحتمال وقوة الصبر، إذ إن من اختار لنفسه طريق الأنبياء فلا بد أن يناله من الأذى ما يحتاج معه إلى شحنة كبيرة من الصبر يستعين بِها على أداء واجبه وإنجاز مهمته.
الصفة الثامنة عشرة: البدء في التعلم والدعوة بالأهم فالمهم كأصول الدين من عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوك وخلق حسن.
الصفة التاسعة عشرة: الاعتراف بالفضل لأهل العلم والفضل وتوفير الاحترام للآخرين فلا يغمطهم حقهم، ولا يفتي في مجالسهم إلا بإذنِهم إن كانوا أكثر منه علمًا وأوسع اطلاعًا.
الصفة العشرون: الشجاعة الشرعية المقرونة بالحكمة الدعوية على نَهج السلف الصالح رحمهم الله؛ لأن الدعوة إلى الله جهاد، والجهاد لا يقوم بوظيفته إلا الشجعان الحكماء الذين يؤمنون بأن الموت والحياة بيد الله وكذلك هداية القلوب بيده وحده دون سواه، والذين يتصرفون في شأن الدعوة إلى الله وفق نصوص الشرع الشريف بدون إفراط ولا تفريط.
الصفة الحادية والعشرون: الكرم، إذ هو خلق عظيم وسبب متين من أسباب الإقبال على الدعاة إلى الله والأخذ عنهم والاستفادة منهم، فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها.
ولقد أحسن القائل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبِهم فطالَمَا استعبد الإنسان إحسان.
الصفة الثانية والعشرون: الاعتراف بالحق، والعمل به، فالاعتراف بالحق فضيلة، وأولى الناس بذلك الدعاة إلى الله.
الصفة الثالثة والعشرون: التلطف في التعليم وفي الجدل والمناقشة، إذ إن ذلك طريق الأنبياء والمرسلين وهم أسوتنا الحسنة، وقدوتنا الصالحة الرشيدة في كل تصرفاتنا وفي كل شأن من شئوننا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
فهذه ثلاث وعشرون صفة لا تجتمع إلا لدى الكمَّل من الدعاة إلى الله غير أنه من لا يدركها كلها فلا يفته جلها وهو في ذلك يواصل سعيه جادًّا ليدركها ويتصف بِها كي يكون مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ولا يعزب عن البال أن الرياء والمراء والعجب وابتغاء الشهرة مقاصد دنيئة تنبئ عن خبث الطوية ومرض القلب وعدم الإيْمان بالله الذي بيده الموت والحياة والثواب والعقاب، والذي إليه المرجع والمآب، فيجازي على الأعمال خيرها وشرها، سرها وجهرها، كما قال عز وجل : {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِها وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47] , وكما قال سبحانه: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: من الآية110].
تلك أيها القارئ الكريم هي الدعوة إلى الله وصفات الداعية حدثتك عنها باختصار ولتعلم كيف احتضن الدعوة إلى الله الرسل الكرام والأنبياء العظام وأتباعهم في كل زمان ومكان، وجاهدوا في سبيلها باليد والقلب واللسان، وكتب لها العز والنصر على أيدي ذوي الصدق والصبر والإيْمان، ولو كره ذلك أهل الشر والفساد والطغيان.
[المصدر:المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الشيخ العلامة زيد المدخلي رحمه الله تعالى].
من المسلَّم به والمعلوم من الدين بالضرورة وجود دعوتين وحزبين وطريقين.
تلك أيها القارئ الكريم هي الدعوة إلى الله وصفات الداعية حدثتك عنها باختصار ولتعلم كيف احتضن الدعوة إلى الله الرسل الكرام والأنبياء العظام وأتباعهم في كل زمان ومكان، وجاهدوا في سبيلها باليد والقلب واللسان، وكتب لها العز والنصر على أيدي ذوي الصدق والصبر والإيْمان، ولو كره ذلك أهل الشر والفساد والطغيان.
(1) ذكر الله منها التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزله على عيسى عليه السلام، والزبور الذي أنزله على داود عليه السلام والفرقان الذي أنزله على محمد ج وصحف إبراهيم عليه السلام.
(2) الرسل: جمع رسول: وهو إنسان ذكر حر من صفوة البشر أُوحي إليه وأُمر بتبليغه.
(3) الأنبياء: جمع نبِي, وهو من أوحي إليه ليبلغ شريعة من كان قبله ويبين للناس ما اختلفوا فيه، وقيل: وهو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
(4) أخرجه البخاري بمعناه في كتاب العلم (ج1 باب 10 ص25).
(5) أخرجه الترمذي في كتاب العلم (ج/5 باب 19) ما جاء في فضل الفقه على العبادة، حديث رقم (2681 ص48). وأخرجه أحمد في المسند (ج5/169). والدارمي في السنن (1/98). وأبو داود في كتاب العلم (ج3/ رقم 3641). وابن ماجه في المقدمة (ج1/ رقم 223)، وصححه الحاكم وابن حبان، وله شواهد يتقوى بِها كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (ج1 ص169)، فهو حديث حسن.
(6) أخرجه الترمذي في كتاب العلم (ج5 باب 29)، في فضل الفقه على العبادة حديث رقم (2685 ص50). وأخرجه الدارمي في موضعين الموضع الأول (ج1 ص88) من طريق يزيد بن هارون وهو ثقة ثبت عن مكحول مرسلاً، وإسناده حسن، والموضع الثاني (ج1 ص98) عن الحسن مرفوعًا وسنده إليه صحيح. انظر خلاصة الكلام على سند هذا الحديث في شرح السنة للإمام البغوي (ج1 ص278).(7) المراد بِهذا الحديث هو ما رواه الخطيب البغدادي بسنده عن أبي تميمة عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل.. الحديث) انظر كتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (ص49) حديث صحيح كما رواه الطبراني في الكبير مطولاً كما في مجمع الزوائد للهيثمي (ج1/189)، وقال: رجاله موثقون.
(8) أخرجه البخاري (ج6) في كتاب التفسير باب تفسير سورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (ص94).(9) أخرجه الإمام مسلم (ج3) بشرح النووي في كتاب الإيْمان باب قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]. (ص 82،83).
(10) أبو بكر الصديق: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي خليفة رسول الله ج، ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، وأول من أسلم من الرجال وشهد المشاهد مع رسول الله ج، وصاحبه في الغار وفي سفر الهجرة، ولي الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات، مكث خليفة للمسلمين مجاهدًا وفاتحًا حتى وافته منيته عشي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة في قول أكثر أهل السير عن عمر بلغ ثلاثًا وستين سنة رضي الله عنه وأرضاه. انظر الاستيعاب في أسماء الأصحاب، (المجلد2/ ص247،248). وانظر الإصابة في تمييز الصحابة، (المجلد2/ص333).
(11) تأتي تراجمهم في مواضعها المبينة في الفهرس.
(12) جعفر بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الله: ابن عم النبي ج، وأحد السابقين للإسلام، وأخو علي شقيقه. قال ابن إسحاق: أسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً، آخى النبي ج بينه وبين معاذ بن جبل، قال له النبي ج: (أشبهت خلقي وخلقي). استشهد بِمؤتة من أرض الشام في حياة النبي ج، قال في حقه النبي ج : (رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة).. انظر الإصابة في تمييز الصحابة (ج/1 ص239).
(13) هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي: أبي عمارة عم النبي ج وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، ولد قبل النبي ج بسنتين، وقيل بأربع، وأسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازم رسول الله ج، وسماه ج: (سيد الشهداء). الإصابة (ج1 ص353) ، والاستيعاب (ج1 ص270،271).
(14) هو بلال بن رباح: عتيق الصديق وخازن رسول الله ج عذب في الله أشد العذاب على يدي أمية بن خلف، فاشتراه أبو بكر وأعتقه لوجه الله، مات بالشام في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. حلية الأولياء (ج1 ص149) والإصابة (ج1 ص169).
(15) هو صهيب بن سنان بن مالك: شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, خرج من مكة مهاجرًا وترك لقريش جَميع ماله، ونزل فيه قوله عز و جل : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [البقرة: 207]، مات في شوال سنة اثنان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة كتاب الحلية (ج2 ص250) والإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص188،189).
(16) سمية بنت خياط: وقيل خيط مولاة أبي صفية بن المغيرة والدة عمار بن ياسر، سابعة سبعة في الإسلام، عذبَها أبو جهل عذابًا شديدًا، وطعنها بحربته في قبلها فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام. الإصابة (ج4 ص327).
(17) عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة العنسي ثم المذحجي: يكنى أبا اليقظان، حليف لبني مخزوم، هاجر إلى أرض الحبشة، وصلى إلى القبلتين، وهو من المهاجرين الأولين ثم شهد بدرًا والمشاهد كلها، ثم شهد اليمامة، وقال في حقه الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن عمارا حشا ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيْمانا )، وقال له: ( أبشر عمار، تقتلك الفئة الباغية )، فقتل يوم صفين وهو مع علي رضي الله عنه ، وذلك سنة سبع وثلاثين، وعمره آنذاك يزيد على التسعين. الاستيعاب في أسماء الأصحاب (ج2 ص476) وما بعدها.
(18) هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري: أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة فشهد بدرًا ثم شهد أحدًا ومعه اللواء وكان أول من قدم المدينة يُفقِّهُهم في الدين ويعلمهم القرآن. الإصابة في تمييز الصحابة (ج3 ص 401، 402).
(19) خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة الأنصاري الأوسي: شهد بدرًا واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلبه المشركون على خشبة ومثلوا به وقتلوه سنة أربع من الهجرة. الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص418) والاستيعاب ( ص404).
(20) هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن سعد بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي: سبي فبيع بمكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية وكان من السابقين الأولين، وعندما أظهر إسلامه عذب عذابًا شديدًا من أجل إسلامه، ثم شهد المشاهد كلها ونزل الكوفة ومات سنة سبع وثلاثين. الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص416).
(21) هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيْمَة بن سعد بن سعد بن زيد مناة بن تَميم التميمي: سبي فبيع بمكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية وكان من السابقين الأولين، وعندما أظهر إسلامه عذب عذابًا شديدًا من أجل إسلامه، ثم شهد المشاهد كلها ونزل الكوفة ومات سنة سبع وثلاثين. الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص416).
(22) رواه البخاري في كتاب الإيْمان (ج1 باب 37)، سؤال جبريل عليه السلام نبينا محمدًا ج عن الإسلام والإيْمان والإحسان، (ص18).
(23) ورد ذلك في صحيح مسلم عن عمرو بن أخطب قال: (صلى بنا رسول الله ج الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنَزل فصلى, ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر, ثم نزل فصلى, ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظن) مسلم (ج4). كتاب الفتن، باب إخبار النبي ج فيما يكون إلى قيام الساعة (6) حديث رقم (2892).
أول مدونة سلفية متخصصة في جمع تفريغات الدروس والمحاضرات والخطب وغيرها التي تخدم المنهج السلفي، والهدف من ذلك تقريب العلم الشرعي الصحيح لطلابه..
إشعار : كل حقوق التفريغ محفوظة للمدونة.
(2) الرسل: جمع رسول: وهو إنسان ذكر حر من صفوة البشر أُوحي إليه وأُمر بتبليغه.
(3) الأنبياء: جمع نبِي, وهو من أوحي إليه ليبلغ شريعة من كان قبله ويبين للناس ما اختلفوا فيه، وقيل: وهو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
(4) أخرجه البخاري بمعناه في كتاب العلم (ج1 باب 10 ص25).
(5) أخرجه الترمذي في كتاب العلم (ج/5 باب 19) ما جاء في فضل الفقه على العبادة، حديث رقم (2681 ص48). وأخرجه أحمد في المسند (ج5/169). والدارمي في السنن (1/98). وأبو داود في كتاب العلم (ج3/ رقم 3641). وابن ماجه في المقدمة (ج1/ رقم 223)، وصححه الحاكم وابن حبان، وله شواهد يتقوى بِها كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (ج1 ص169)، فهو حديث حسن.
(6) أخرجه الترمذي في كتاب العلم (ج5 باب 29)، في فضل الفقه على العبادة حديث رقم (2685 ص50). وأخرجه الدارمي في موضعين الموضع الأول (ج1 ص88) من طريق يزيد بن هارون وهو ثقة ثبت عن مكحول مرسلاً، وإسناده حسن، والموضع الثاني (ج1 ص98) عن الحسن مرفوعًا وسنده إليه صحيح. انظر خلاصة الكلام على سند هذا الحديث في شرح السنة للإمام البغوي (ج1 ص278).(7) المراد بِهذا الحديث هو ما رواه الخطيب البغدادي بسنده عن أبي تميمة عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل.. الحديث) انظر كتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (ص49) حديث صحيح كما رواه الطبراني في الكبير مطولاً كما في مجمع الزوائد للهيثمي (ج1/189)، وقال: رجاله موثقون.
(8) أخرجه البخاري (ج6) في كتاب التفسير باب تفسير سورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (ص94).(9) أخرجه الإمام مسلم (ج3) بشرح النووي في كتاب الإيْمان باب قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]. (ص 82،83).
(10) أبو بكر الصديق: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي خليفة رسول الله ج، ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، وأول من أسلم من الرجال وشهد المشاهد مع رسول الله ج، وصاحبه في الغار وفي سفر الهجرة، ولي الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات، مكث خليفة للمسلمين مجاهدًا وفاتحًا حتى وافته منيته عشي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة في قول أكثر أهل السير عن عمر بلغ ثلاثًا وستين سنة رضي الله عنه وأرضاه. انظر الاستيعاب في أسماء الأصحاب، (المجلد2/ ص247،248). وانظر الإصابة في تمييز الصحابة، (المجلد2/ص333).
(11) تأتي تراجمهم في مواضعها المبينة في الفهرس.
(12) جعفر بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الله: ابن عم النبي ج، وأحد السابقين للإسلام، وأخو علي شقيقه. قال ابن إسحاق: أسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً، آخى النبي ج بينه وبين معاذ بن جبل، قال له النبي ج: (أشبهت خلقي وخلقي). استشهد بِمؤتة من أرض الشام في حياة النبي ج، قال في حقه النبي ج : (رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة).. انظر الإصابة في تمييز الصحابة (ج/1 ص239).
(13) هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي: أبي عمارة عم النبي ج وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، ولد قبل النبي ج بسنتين، وقيل بأربع، وأسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازم رسول الله ج، وسماه ج: (سيد الشهداء). الإصابة (ج1 ص353) ، والاستيعاب (ج1 ص270،271).
(14) هو بلال بن رباح: عتيق الصديق وخازن رسول الله ج عذب في الله أشد العذاب على يدي أمية بن خلف، فاشتراه أبو بكر وأعتقه لوجه الله، مات بالشام في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. حلية الأولياء (ج1 ص149) والإصابة (ج1 ص169).
(15) هو صهيب بن سنان بن مالك: شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, خرج من مكة مهاجرًا وترك لقريش جَميع ماله، ونزل فيه قوله عز و جل : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [البقرة: 207]، مات في شوال سنة اثنان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة كتاب الحلية (ج2 ص250) والإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص188،189).
(16) سمية بنت خياط: وقيل خيط مولاة أبي صفية بن المغيرة والدة عمار بن ياسر، سابعة سبعة في الإسلام، عذبَها أبو جهل عذابًا شديدًا، وطعنها بحربته في قبلها فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام. الإصابة (ج4 ص327).
(17) عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة العنسي ثم المذحجي: يكنى أبا اليقظان، حليف لبني مخزوم، هاجر إلى أرض الحبشة، وصلى إلى القبلتين، وهو من المهاجرين الأولين ثم شهد بدرًا والمشاهد كلها، ثم شهد اليمامة، وقال في حقه الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن عمارا حشا ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيْمانا )، وقال له: ( أبشر عمار، تقتلك الفئة الباغية )، فقتل يوم صفين وهو مع علي رضي الله عنه ، وذلك سنة سبع وثلاثين، وعمره آنذاك يزيد على التسعين. الاستيعاب في أسماء الأصحاب (ج2 ص476) وما بعدها.
(18) هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري: أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة فشهد بدرًا ثم شهد أحدًا ومعه اللواء وكان أول من قدم المدينة يُفقِّهُهم في الدين ويعلمهم القرآن. الإصابة في تمييز الصحابة (ج3 ص 401، 402).
(19) خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة الأنصاري الأوسي: شهد بدرًا واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلبه المشركون على خشبة ومثلوا به وقتلوه سنة أربع من الهجرة. الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص418) والاستيعاب ( ص404).
(20) هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن سعد بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي: سبي فبيع بمكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية وكان من السابقين الأولين، وعندما أظهر إسلامه عذب عذابًا شديدًا من أجل إسلامه، ثم شهد المشاهد كلها ونزل الكوفة ومات سنة سبع وثلاثين. الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص416).
(21) هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيْمَة بن سعد بن سعد بن زيد مناة بن تَميم التميمي: سبي فبيع بمكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية وكان من السابقين الأولين، وعندما أظهر إسلامه عذب عذابًا شديدًا من أجل إسلامه، ثم شهد المشاهد كلها ونزل الكوفة ومات سنة سبع وثلاثين. الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص416).
(22) رواه البخاري في كتاب الإيْمان (ج1 باب 37)، سؤال جبريل عليه السلام نبينا محمدًا ج عن الإسلام والإيْمان والإحسان، (ص18).
(23) ورد ذلك في صحيح مسلم عن عمرو بن أخطب قال: (صلى بنا رسول الله ج الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنَزل فصلى, ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر, ثم نزل فصلى, ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظن) مسلم (ج4). كتاب الفتن، باب إخبار النبي ج فيما يكون إلى قيام الساعة (6) حديث رقم (2892).