القاعدة الأولى - التوحيد المطلق الكامل لله للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله.

الحلقة الثانية : القاعدة الأولى - التوحيد المطلق الكامل للّه للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).

التوحيد المطلق الكامل لله، الذي يشمل: 

توحید الربوبیة: وهو اعتقاد أنه سبحانه هو رب کل شیء و خالقه و ملیکه، فالملک کله بیده، وهو المتصرف فی خلقه کما یشاء، یدبر أمورهم بحکمته، و کلهم مقهورون في قبضته

فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، بيده الخلق والأمر، وبيده الضر والنفع، ويحكم لا معقب لحكمه، ويقضي لا راد لقضائه، ولا يستطيع أحد من الخلق أن يرده عن إرادته، ولا أن يكرهه على خلاف ما يريد، ولا أن يفسخ ما أمضاه، ولا أن يحل ما أبرمه. 

فمن يهده فلا مضلل له، ومن يضلل فلا هادي له، ومن ينصره فلا غالب له، ومن يخذله فلا ناصر له: {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} [ فاطر: ۲].

وأن كل ما يجري في الكون من شئون وأحداث قد سبق به الكتاب، وجرى القلم، فما أصاب أحدًا لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ويشمل توحيد الإلهية وهو: أن العبادة كلها لا تنبغي إلا لله، فهي حقه الواجب له على العباد. 

فلا يجوز أن نجعل له ندّ من خلقه يكون مستحقا للعبادة معه، بل يجب أن تخلص له العبادات كلها: 

عبادة القلب: من المحبة والتعظيم، والخوف والرجاء، والذل، والخضوع، والرغبة والرهبة، والتقوى والخشية، والتوكل والاستعانة، والتوبة والإنابة، والصبر، والشكر، والتسليم، والرضا

وعبادة اللسان: من الذكر بكل أنواعه: تسبيحا، وتحميدًا، وتهليلاً، وتكبيرا، وتلاوة قرآن، ومن التسمية، والاستعاذة، والدعاء، والنداء والاستغاثة، والحلف

وعبادة الأبدان: من الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد وغيرها. 

وعبادة الأموال: من الصدقات، والنذور، والكفارات: الذبح والنذر، وأنواع البر المختلفة التي ندب إليها الشرع. 

فهذه كلها وغيرها عبادات لا يجوز لأحد أن يتقرب بها إلا إلى المعبود الحق، وهو الله عز وجل. 

فمن فعل شيئا منها لأحد من الخلق أيا كان؛ فقد وقع في الشرك الأكبر الذي لا يغفر، وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار

ويشمل كذلك توحيد الأسماء والصفات الذي يقوم على: إثبات كل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

فتثبت له سبحانه ما أثبت من الأسماء والصفات، ونفى عنه مشابهة المخلوقات.

فله سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلا التي لا تنبغي إلا له، والتي لا يشبهه فيها أحد من خلقه؛ إذ ليس كمثله شيء.

ولا ينبغي أن يعول في هذا الباب إلا على الكتاب والسنة وحدهما، فلا نتحاشى إثبات كل صفة ورد بها النص الصريح من الكتاب والسنة مع تنزيهه سبحانه عن مماثلة المخلوقين؛ فتثبت له الوجه، والعين، واليد، والاستواء، والنزول، والمجيء، والإتيان، والنداء، والتكلم، والسمع، والبصر، والرحمة، والغضب، والرضا، والسخط، والمحبة، والكراهية.

ولا ننفي عنه إلا ما نفاه هو عن نفسه من العجز، والسفه، والجهل، والظلم، والجور، والضلال، والنسيان، والبخل، والفقر، والسِّنة، والنوم، والموت، والفناء.

[المصدرغربة الإسلام للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله].

للمزيد : (الحلقة الأولى) غربة الإسلام للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).


أول مدونة سلفية متخصصة في جمع تفريغات الدروس والمحاضرات والخطب وغيرها التي تخدم المنهج السلفي، والهدف من ذلك تقريب العلم الشرعي الصحيح لطلابه..
إشعار : كل حقوق التفريغ محفوظة للمدونة.

أحدث أقدم