القاعدة السادسة - تحرير الاسلام للانسان من القيود البشرية للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله
إن الإسلام حرر العقل الإنساني من سلطان الخرافة والوهم، ومن كل ما يشل حرکته و یعطل موهبته، و رفع الحجر الذی کان مضروباً علیه ورد إلیه اعتباره المهدد.
فدعاه إلى النظر في ملكوت السموات والأرض لیستنتج و یعتبر، و وضع له المعايير الصحيحة للتفكير السليم.
فنهاه أن يقفو ما ليس له به علم، أو أن يصدق بما لم يقم عليه الدليل، أو أن يجري وراء سخافات وضلالات قد أسماها أصحابها: «فلسفات ورثتها الإنسانية عن قرونها الأولى) من غير أن يمتحن صدقها؛ ليعرف ما فيها من حق فيأخذه، وما فيها من باطل فيرفضه.
وحررالإسلام كذلك الإرادة الإنسانية من التبعية الذليلة والانقياد الأعمى لشهوات السادة والرؤساء، ودعا الإنسان إلى أن يعيش حرًا كريما في ظل من أداء الواجب ويقظة الضمير والرعاية لحدود الله.
وحررإرادته كذلك من أسرالشهوات وعبادة اللذات، وأن يكون سيد نفسه يملكها ولا تملكه، ويسمو بها عن حضيض الحيوانية الوضيعة إلى أوج الإنسانية الرفيعة، ويزكيها بالأعمال الصالحة والأخلاق الكريمة.
وحذرالإسلام من التقليد الأعمى، والتعصب للدين والعادات الموروثة عن الآباء والأجداد والشيوخ، وأمر بتمحيص ذلك كله وتقليب النظر فيه؛ ليؤخذ ما فيه من حق وخير، ويجتنب ما فيه من باطل وشر.
ودعا إلى وحدة الأمة واعتصامها جميعا بحبل الله وانضوائها تحت راية القرآن.
ونهى عن التفرق في الدين والاختلاف فيه، وحارب العصبية بكل أنواعها؛ سواء كانت عصبية لجنس أو لون أو قبيلة أو نحلة أو مذهب، ودعا إلى التسامح والجدال بالتي هي أحسن، وردّ ما تنازع فيه المسلمون إلى الكتاب والسنة مع الرضا بحكمهما والتسليم لهما.
قال تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.
[المصدر: غربة الإسلام للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله].