تعريف الإيمان لغة وشرعا

تعريف-الإيمان-لغة-و-شرعا

تعريف الإيمان في اللغة


قال ابن فارس؛ الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان؛ أحدهما: الأمانة التي هي ضد الخيانة، ومعناها سكون القلب، والآخر التصديق. (١) إلا أن الإيمان إنما يطلق على التصديق الذي معه أمن، وليس على مجرد التصديق فقط.

قال الجوهري: أصل آمن: أأمن بهمزتين، لُيِّنت الثانية. (٢) ، وهو من الأمن ضد الخوف (٣) ، وقال الراغب الأصفهاني: «أصل الأمن: طمأنينة النفس، وزوال الخوف» (٤) ، وقال أيضا: قال تعالى: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) (٥)  قيل: معناه: بمصدق لنا، إلا أن الإيمان هو التصديق الذي معه أمن. (٦)

تعريف الإيمان شرعا


الإيمان شرعا: "قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية". (٧)

لذا؛ يجب على المكلف الاعتقاد بأنه قول وعمل واعتقاد، وبأنه يتجزأ ويتبعض وتدخله الزيادة والنقصان، فيزيد بفعل الطاعة، وينقص باقتراف الزلات. (٨)

حقيقة الإيمان


حقيقة الإيمان أنه مبنى على القول والعمل والاعتقاد، فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة؛ فالباطنة: كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وكل ما له تعلق بأعمال القلب، والظاهرة: هي جميع أفعال البدن من الواجبات والمندوبات. (٩)

أهمية الإيمان في الدين الإسلامي

تظهر أهمية الإيمان في الدين الإسلامي في الأمور ١لآتية:
  • كونه أعظم واجب كلف به الإنسان في هذه الحياة.
  • كونه حق الله تعالى على عباده.
  • أن من حققه كان له الفوز، والفلاح والتمكين في الأرض، ومن أخلَّ به كان له الخسران المبين.
  • أن اسم الإيمان قد تكرر ذكره في القرآن والحديث، أكثر من ذكر سائر الألفاظ.
  • أنه أصل الدين.
  • به يخرج الناس من الظلمات إلى النور.
  • به يفرق بين السعداء والأشقياء ومن يوالى ومن يعادى. (١٠)

أدلة العلماء في معنى الإيمان


لقد تضافرت نصوص القرآن والسنة على أن معنى الإيمان قول وعمل واعتقاد.

فمما يدل على أنه قول باللسان قوله تعالى; (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ). (١١)

ومما يدل على أنه اعتقاد بالقلب قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

وأما الأدلة على أن عمل الجوارح من الإيمان قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ )؛ 

قال رسول الله ﷺ: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). (١٣)

وجاء فى حديث وفد عبد قيس؛ أن النبي ﷺ قال لهم: (أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وأن تعطوا من المغنم الخمس....) (١٤).

قال البخاري رحمه الله: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. (١٦) انظر أيضا: أقوال أهل العلم (١٥) (١٧) (١٨) (١٩)


أركان الإيمان


ترجع أركان الإيمان إلى ثلاثة أصول:

اعتقاد القلب، ويدخل فيه الأركان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وقد تقدم أن اعتقاد القلب يتضمن قول القلب ومعرفته أو تصديقه ويتضمن أعمال القلوب، والركن الثاني؛ أعمال الجوارح، والركن الثالث: قول اللسان، وهذا بيان تفصيلها:

قول القلب: هو معرفته للحق، واعتقاده ، وتصديقه، وإقراره، وإيمانه به؛ وهو ما عقد عليه القلب، وتمسك به، ولم يتردد فيه، قال الله ﷻ: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ)؛ وقال ﷻ: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ)؛ وقال ﷻ: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34))؛ 

فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط فى اعتقادها، وكونها نافعة. (٢٠) 

قال رسول الله ﷺ: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله). (٢١)

قال ابن تيمية: (من لم يصدق بلسانه مع القدرة، لا يسمى في لغة القوم مؤمنا، كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان). (٢٢) 

وقال أيضا: "فمن صدق بقلبه، ولم يتكلم بلسانه فإنه لا يعلق به شيء في أحكام الإيمان، لافي الدنيا، ولا في الآخرة". (٢٣) والمراد بقول اللسان الذي يكون إيمانا في الباطن والحقيقة هو الملازم لاعتقاد القلب وتصديقه، وإلا فالقول المجرد عن اعتقاد الإيمان ليس إيمانا باتفاق المسلمين. (٢٤)

عمل القلب: وهو انقياده بالأعمال المناسبة له؛ كالمحبة والخوف والرجاء (٢٥)؛ قال النبي ﷺ: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه). (٢٦) وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب. (٢٧)

عمل اللسان (٢٨) وهي العبادات التي تكون باللسان كقراءة القرآن والذكر ونحوها . قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا). 

عمل الجوارح؛ مثل الصلاة، والقيام، والركوع، والسجود، والصيام، والصدقات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (78)). 

وهي جزء من مسمى الإيمان، لا يصح بدونها، وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب، ولازمة لها، فالقلب إذا كان فيه معرفة وإرادة، سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يختلف البدن عما يريده القلب، ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) (٢٩) (٣٠)

مراتب الإيمان


مراتب الإيمان الثلاثة:

أصل الإيمان، ويسمى أيضا بمطلق الإيمان؛ وهو اعتقاد القلب؛ وهو يتضمن أمرين: 
  1. قول القلب؛ وهو المعرفة، والعلم، والتصديق. 
  2. عمل القلب، وهو الانقياد بالأعمال القلبية؛ كالمحبة، والخضوع، والخشية، والخوف، والرجاء، ونحو ذلك.

قال محمد بن نصر المروزي: أصل الإيمان هو التصديق، وعنه يكون الخضوع، فلا يكون مصدقا إلا خاضعا، ولا خاضعا إلا مصدقا. (٣١) 

وقال ابن منده: فأصل الإيمان التصديق بالله، وبما جاء من عنده، وإياه أراد النبي  ﷺ بالإيمان أن تؤمن بالله، وعنه يكون الخضوع لله؛ لأنه إذا صدق بالله خضع له، وإذا خضع له أطاع. (٣٢) 

وقال ابن تيمية: فالإيمان في القلب لا يكون إيمانا بمجرد تصديق ليس معه عمل القلب، وموجبه من محبة الله ورسوله، ونحو ذلك، كما أنه لا يكون إيمانا بمجرد ظن وهوى، بل لا بد في أصله! من قول القلب، وعمل القلب. (٣٣) 

وقال أيضا: فأصله في القلب؛ وهو قول القلب، وعمله، وهو إقرار بالتصديق، والحب والانقياد. (٣٤)

ويدخل في أصله: قول اللسان، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. 

قال قوام السنة الأصفهاني: قال بعض العلماء: (أصله) شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار لما جاءت به الرسل والأنبياء،وعقد القلب على ما ظهر من لسانه. (٣٤) 

وقال ابن تيمية: فالمؤمن الذي آمن بالله بقلبه وجوارحه إيمانه يجمع بين علم قلبه وحال قلبه‏:‏ تصديق القلب وخضوع القلب، ويجمع قول لسانه وعمل جوارحه، وإن كان أصله هو ما في القلب أو ما في القلب واللسان، فلابد أن يكون في قلبه التصديق بالله والإسلام له، هذا قول قلبه، وهذا عمل قلبه، وهو الإقرار بالله‏.‏ (٣٥) 

وهذه المرتبة لا بد منها، وفاقد هذه المرتبة خارج عن دائرة الإسلام، كافر بالله العظيم، مستحق للخلود الأبدي في النار، ولسائر أحكام ١لكفرة في الدنيا والآخرة، ومن ثبتت له هذه المرتبة مع لازمها فهو من أهل الإسلام، يثبت له من أحكامه في الدنيا والآخرة ما يثبت لكل مسلم ؛ فإن أصله هو الذي يفارق به الكفار ويخرجه من النار. (٣٦) 

وذلك أن الكفر ضد لأصل الإيمان؛ لأن للإيمان أصلا وفرعا، فلا يثبت الكفر حتى يزول أصله الذي هو ضد الكفر (٣٧)، فكما أن أصل الإيمان الإقرار بالله، فأصل الكفر الإنكار بالله (٣٨)؛

ولذا فإنه لابد في الإسلام من تصديق يحصل به أصله وإلا لم يثب عليه (٣٩)، وبهذا تبين أن الرجل قد يكون مسلما لا مؤمنا ولا منافقا مطلقا، بل يكون معه أصل الإيمان دون حقيقته الواجبة. (٤٠)

كمال الإيمان الواجب، أو الإيمان الواجب: يتضمن فعل الطاعات الواجبة، واجتناب المحرمات، وهده المرتبة لا بد لكل مؤمن الإتيان بها، لكن من أخل شيء منها؛ كمن يترك بعض الواجبات، أو يقع في بعض المحرمات، فإنه لا يخرج عن دائرة الإسلام، بل يكون مؤمنا ناقص الإيمان. 

كمال الإيمان المستحب، أو الإيمان الكامل بالمستحبات: وهو الإتيان بالمستحبات مع فعل الواجبات، واجتناب المكروهات، مع ترك المحرمات، وقد يطلق عليه الإيمان المطلق. (٤١)(٤١)

المسائل المتعلقة بالإيمان


المسائل التي تدخل تحت مسألة الإيمان كثيرة جدا، وسقتصر على ذكر أهمها:

شعب الإيمان

إن للإيمان شعبا وخصالا وأعمالا، باستكمالها يكمل الإيمان وبنقصها يكون نقصانه، وهذه الشعب أشار إليها الرسول ﷺ بقوله: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة: فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). (٤٢) (٤٣)

نفي الإيمان

ورد في نصوص القرآن والسنة نفي الإيمان، والمراد به أمران:
  • الأمر الأول: نفي أصله، وهذا يلزم منه تكفير صاحبه، وأنه خارج من دائرة الإسلام.
  • الأمر الثاني: نفي كماله، ويراد به كمال الإيمان الواجب، لا كمال الإيمان المستحب (٤٤). 

قال ابن تيمية: فمن قال: إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يُذم تاركه، ويتعرض للعقوبة، فقد صدق. وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب، فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله، ولا يجوز أن يقع؛ فإن من فعل الواجب كما وجب عليه، ولم ينتقص من واجبه شيئا، لم يجز أن يقال: ما فعله، لا حقيقة ولا مجازا. (٤٥)

وقال أيضا: فإن اللّه ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر اللّه به ورسوله -إلاَّ إذا ترك بعض واجباته ، كقوله ‏: ‏‏(‏لا صلاة إلا بأم القرآن) (٤٦)‏،وقوله‏ : ‏‏(‏لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له‏)‏ (٤٧).‏

ونحو ذلك. فأما إذا كان الفعل مستحباً في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب ،فإن هذا لو جاز ،لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج ؛لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه‏. (٤٨)

فلهذا يعتقد أهل السنة أن مرتكب الكبيرة وهو ما يسمي بـ: (فاسق أهل السنة) أو (الفاسق الملي) لا ينفى عنه مطلق الإيمان (أصل الإيمان) بفسوقه، ولا يوصف بالإيمان التام (المطلق)، ولكن هو مؤمن ناقص الإيمان. أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم. (٤٩)

أما من ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام (أحكام الردة)، فإنه يُنفى عنه بالكلية، ويصير كافرا خارجا عن ملة الإسلام.

العلاقة بين الإيمان الباطن والإيمان الظاهر

الإيمان الظاهر لازم من اللوازم التي لا تنفك عن الإيمان الباطن، فعمل الباطن يوجب عمل الظاهر ويقتضيه، بحيث لو قدر انتماء الإيمان الظاهر بالكلية دَّل على انتفاء الإيمان الباطن الشرعي الذي يخرج به صاحبه من الكفر إلى الإيمان.

وقد تتابعت أقوال العلماء في بيان هدا المعنى والتأكيد عليه، والرد على من خالفه، فمن ذلك:

قال إسحاق بن راهويه: (غلت المرجئة حتى صار من قولهم أن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض، من غير جحود لها إنا لا نكفره يرجأ أمره إلى الله بعد؛ إذا هو مقر، فهؤلاء المرجئة الذين لا شك فيهم. (٥٠)

وقال أبو بكر الآجري: فالأعمال – رحمكم الله – بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمل جوارحه، مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج وأشباه لهذه، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبا لإيمانه وكان العمل بما ذكرناه تصديقا لإيمانه. (٥١)

وقد قرر ابن تيمية هذا المعنى في مواطن عديدة (٥٢)، فبين أن مذهب السلف وأهل السنة أنه متى وجد الإيمان الباطن وجدت الطاعات (٥٣)، 

وقرر أن انتفاء أعمال الجوارح مع  القدرة والعلم بها لا يكون إلا مع نفاق قي القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح، وأنه من الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم رمضان، ولا يؤدي زكاة، ولا بحج إلى البيت. (٥٤)

كما بين أن الرجل لا يكون مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي اختص بايجابها محمد (٥٥)، وأنه إذا انتفت الأعمال لم يبق إيمان في القلب (٥٦) ؛ فقيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن أمر ممتع. (٥٧)

وقال ابن القيم: والله تعالى أمر عباده أن يقوموا بشرائع الاسلام على ظواهرهم وحقائق الايمان على بواطنهم ، ولا يقبل واحداً منهما إلا بصاحبه وقرينه . فكل إسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن، وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم ينجه ذلك من النار، كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم ينجه من النار. (٥٨)

وحتى لو تكلم الشخص بالإقرار، ولم يكن ذلك متضمنا الالتزام والانقياد، فإنه لا يعد داخلا في الإسلام، ولذا لم ينفع اليهود الدين أقروا للنبي ٠ بعلمهم أنه رسول؛ لأن ذلك، كان منهم على سبيل الإخبار دون الالتزام بالشريعة، وكذلك الحال في أبي طالب.

قال ابن تيمية: "وأيضا فقد جاء نفر من اليهود إلى النبي ﷺ فقالوا: نشهد إنك لرسول، ولم يكونوا مسلمين بذلك؛ لأنهم قالوا ذلك على سبيل الإخبار عما في أنفسهم، أي نعلم ونجزم أنك رسول الله، قال: فلم لا تتبعوني ؟ قالوا: نخاف من يهود. (٥٩)

فعُلم أن مجرد العلم والإخبار عنه : ليس بإيمان، حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء ، المتضمن للالتزام والانقياد، مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم، فالمنافقون قالوا مخبرين كاذيين، فكانوا كفارا في الباطن، وهؤلاء قالوها غير ملتزمين ولا منقادين، فكانوا كفارا في الظاهر والباطن، وكذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه كان يعلم بنبوة محمد،وأنشد : (ولقد علمث بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا).

لكن امتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة حبا لدين سلفه، وكراهة أن يعيره قومه، فلمَّا لم يقترن بعلمه الباطن الحب والانقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك، من حب الباطل وكراهة الحق لم يكن مؤمنا. (٦٠) 

أحاديث الوعيد

أهل السنة يجرون أحاديث الوعيد على ظاهرها، من غير تعرض لها بتأويل؛ وذلك ليكون أبلغ في الزجر، وأقوى الردع. (٦١)

وأحاديث الوعيد تبين أن ارتكاب هذا العمل سبب في هذا العذاب، فيستفاد من ذلك تحريم الفعل وقبحه، ولا يلزم وقوع الوعيد بكل شخص قام به ذلك السبب إلا إذا انتفت حميع الموانع؛ وقد قام الدليل على ذكر الموانع، فبعضها بالإجماع، وبعضها بالنص، فالتوبة مانع بالإجماع، والتوحيد مانع بالنصوص المتواترة التي لا مدفع لها، والحسنات العظيمة الماحية مانعة، والمصائب الكبار المكفرة مانعة، وإقامة الحدود في الدنيا مانع بالنص، ومن هاهنا قامت الموازنة بين الحسنات والسيئات اعتبارا بمقتضي العقاب ومانعه وإعمالا لأرجحها. (٦٢)

أحاديث الرجاء

أحاديث الرجاء هي التي سبقت للدلالة على وعد الله للمؤمنين والمطيعين بالثواب الجزيل، وأنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ووعدهم بألوان من الأجر والجزاء ومغفرة الذنوب فيما دون الشرك وتكفير السيئات وإبدالها حسنات ونحو ذلك.

ولكن هذه الأحاديث لا تتحقق إلا فيمن آمن بها، وانطلقت جوارحه بالعمل بمقتضاها؛ كقوله: (من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة، حطت خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر). (٦٣)

ليس هذا مرتبا على مجرد قول اللسان؛ بل لابد لقائلها أن يتدبر هذه الكلمات ويستحضر معناها ، فيواطئ قلبه لسانه، راجيا مع ذلك ثوابها، عندئذ تحظ عنه خطاياه بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض. وكذلك الشأن في سائر الأحاديث الواردة في هذا المعنى. (٦٤)

الفرق بين أهل السنة والوعيدية

الفرق أن أهل السنة لا يقولون بزوال الإيمان إذا زالت بعض أجزائه، فارتكاب كبيرة لا يخرج من الإيمان، أما الوعيدية من الخوارج والمعتزلة وغيرهم فيرون أن الإيمان يزول بزوال بعض أفراده، حتى ولو كانت من غير أركان الإسلام، فعندهم من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب مثل السرقة، الزنى، شرب الخمر، أنه يخرج من الإيمان وهذا لا يقول به أحد من أهل السنة. (٦٥)

الفروق في مسائل الإيمان


الفروق الممكنة المذكورة في مسائل الإيمان ترجع إلى ثلاثة مسائل:

الفرق بين الإسلام والإيمان


إن من نظر في كلام أئمة السلف وجد أن عباراتهم اختلفت في بيان معنى الإسلام والإيمان، على ثلاثة أقوال:

1 - من ذهب إلى التفريق بين الإسلام والإيمان، منهم: عبد الله بن عباس، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والزهري، حماد بن زيد، وأحمد. (٦٦)

وقد استدلوا بقوله تعالى:  (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، ففرق بين قولهم: آمنا وقولهم: أسلمنا، ولكن لما لم يذوقوا طعم الإيمان قال: (قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا) ووعدهم الله تعالى مع ذلك على طاعتهم أن لا ينقصهم من أجور أعمالهم شيئا. (٦٧)

واستدلوا أيضا بحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ أنه أعطى رسول الله ﷺ رهطا وأنا جالس فيهم، فترك رسول الله ﷺ منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان؟ والله إني لأراه مؤمنا، فقال: «أو مسلما». فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، قال: «أو مسلما». فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله ثم قال: «يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه». (٦٨)

2 - من ذهب إلى أن الإسلام والإيمان مترادفان، وأنهما اسمان لمسمى واحد، وهو قول المالكية والشافعية.(٦٩) واحتجوا بقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ (36)} وبحديث وفد عبد قيس، وفيه أن النبي ﷺ قال لهم: «أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وأن تعطوا من المغنم الخمس...» (٨٠)

3 - وأما أصحاب القول الثالث فقالوا: إن الإسلام والإيمان بينهما تلازم، بحيث إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، وهذا القول يجمع بين القولين السابقين، ويوضح العلاقة بين الإسلام والإيمان.

قال ابن الصلاح: (فخرج مما ذكرنا وحققناه أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان وأن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا). (٧١)

لكن التحقيق ابتداء هو ما بينه النبي ﷺ لما سئل عن الإسلام والإيمان، فقسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالإيمان بالأصول الخمسة، فليس لنا إذا جمعنا بين الإسلام والإيمان أن نجيب بغير ما أجاب به النبي، وأما إذا أفرد اسم الإيمان فإنه يتضمن الإسلام، وإذا أفرد الإسلام فقد يكون مع الإسلام مؤمنا بلا نزاع، وهذا هو الواجب. (٧٢)

الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق

مطلق الإيمان هو أصل الإيمان الذي لا بد منه لكل مؤمن ومسلم، وأما الإيمان المطلق فهو الإيمان الكامل، وهو لا يطلق إلا على المؤمن حقا، الذي أتى بما أمره الله به كله، واجتنب ما نهاه عنه كله، ولا يطلق على العاصي إلا مقيدا، فيقال؛ (مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته).

يقول ابن تيمية: ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة، بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان في مثل قوله تعالى: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء:92] وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال:2]، وقوله: (لا يَزْنِي الزانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَسْرِقُ السارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الناسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ). (٧٣) 

ويقولون: هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم). (٧٤)

ويقول ابن القيم: فالإيمان المطلق لا يطلق إلا على الكامل الكمال المأمور به ومطلق الإيمان يطلق على الناقص والكامل ولهذا نفى النبي ﷺ الإيمان المطلق عن الزاني وشارب الخمر ، والسارق، ولم ينف عنه مطلق الإيمان. (٧٥) (٧٦) 

الفرق بين كمال الإيمان الواجب، وبين كمال الإيمان الكامل بالمستحبات

الإيمان الكامل بالمستحبات هو أن الأول لابد لكل مؤمن الإتيان به، لكن من أخل بشئ منه فلا يخرج من دائرة الإسلام، بل يقال عنه : مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، وصاحب هذه المرتبة متعرض للعقوبة والذم والعقاب إن أخل بها، وأما الثاني فالإتيان به هو من كمال الإيمان؛ إذ المستحبات وإن كانت من الإيمان فتركها لا يوجب اللوم أو الذم أو الإثم، وهذه المرتبة أعلى من المرتبة الأولى.

قال ابن تيمية: فإن أعمال القلوب التى يسميها بعض الصوفية أحوالا ومقامات أو منازل السائرين الى الله أو مقامات العارفين أو غير ذلك كل ما فيها مما فرضه الله ورسوله فهو من الإيمان الواجب وفيها ما أحبه ولم يفرضه فهو من الإيمان المستحب فالأول لابد لكل مؤمن منه ومن اقتصر عليه فهو من الأبرار أصحاب اليمين ومن فعله وفعل الثانى كان من المقربين السابقين. (٧٧)

الثمرات


من ثمرات تحقيق الإيمان:
  • الفوز بالجنة والنجاة من النار.
  • نيل محبة الله تعالى.
  • حصول البشرى في الدنيا والآخرة.
  • أن الله يدافع عن أهل الإيمان.
  • التنعم بالحياة الطيبة.
  • الفوز بولاية الله تعالى.
  • حصول هداية القلب.
  • أهلها أحق بالأمن من غيرهم
  • حصول معية الله الخاصة لهم.
  • عبادة الله تعالى على نور وبصيرة.
  • الوعد بالنصر والتمكين.
  • رفع الدرجات في الدنيا والآخرة.
  • استغفار الملائكة لهم. (٧٨)


مذهب المخالفين لأهل السنة


جاء موقف المخالفين لأهل السنة والجماعة في الإيمان على قسمين:

أولا: الخوارج والمعتزلة الذين قالوا : 

إن الإيمان قول واعتقاد وعمل، فهم يدخلون الأعمال في الإيمان، لكنهم يعتقدون أن الإيمان كل واحد لا يتجزأ، إذا ذهب بعضه ذهب كله، فالإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص أبدا، ومن أخل بشيء من الأعمال ذهب إيمانه بالكلية، وهو كافر عند الخوارج، وعند المعتزلة هو في منزلة بين المنزلتين، إلا أنه في الآخرة مخلد في النار عند الطائفتين. (٧٩)

وفساد هذا القول ظاهر؛ فإن نصوص الكتاب والسنة (التي تقدم شيء منها) دالة وصريحة على تبعض الإيمان وتفاصله وزيادته ونقصانه.

ثانيا: المرجئة الذين يخرجون العمل من الإيمان، وهؤلاء على أصناف، ثلاثة:

الأول: صنف، يقولون: هو مجرد المعرفة القلبية. وهذا لا شك، قول باطل يلزم منه أن يكون إبليس وفرعون ومن في حكمهما مؤمنين كاملي الإيمان.  ومنهم من يقول؛ هو مجرد التصديق، وهم أكثر المرجئة.

الثاني: صنف يقولون: هو مجرد قول اللسان، وهذا هو قول الكرامية.

صنف يقولون: هو تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو قول مرجئة الفقهاء. (٨٠)

وهذه الأقوال جميعها شذت عن الحق وخالفت الصواب الوارد في القرآن الكريم والسنة، والمنقول عن سلف الأمة في تعريف الإيمان وأنه شامل للأقوال والاعتقادات والأعمال، وقولهم هو الحق الذي لا ريب فيه، وقول ما عداهم هو الباطل لبعده عن القرآن والسنة النبوية.

المصادر والمراجع

(١) مقاييس اللغة (1-133) [دار الفكر، الطبعة ١٣٩٩ هجري].
(٢) الصحاح  (٥-٢٠٧١) [دار العلم الملايين، ط٤].
(٣) الصحاح  (٥-٢٠٧١)، والقاموس المحيط (١١٧٦) [مؤسسة الرسالة، ط٨، ١٤٢٦هـ].
(٤) مفردات ألفاظ القرآن، والقاموس المحيط (١-٤٨) [دار القلم].
(٥) {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} سورة يوسف، الآية: (17)
(٦) مفردات ألفاظ القرآن، والقاموس المحيط (١-٤٨) [دار القلم].
(٧) العقيدة الواسطية (١١٣) [أضواء السلف، ط٢]
(٨) الشريعة للآجري (٢-٦١١) [دار الوطن]
(٩) الصلاة لابن القيم (٥٤) [دار الوطن، ط٢]
(١٠) مجموع الفتاوي (٧-٢٨٩)
(١١) {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [سورة البقرة: ١٣٦].
(١٢) معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - بتصرف - ص٧٤٥
(١٣) أحرجه البخاري (كتاب الايمان، رقم ٩) ، ومسلم (كتاب الايمان، رقم ٣٥) واللفظ له. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٤) كُنْتُ أقْعُدُ مع ابْنِ عبَّاسٍ يُجْلِسُنِي علَى سَرِيرِهِ فقالَ: أقِمْ عِندِي حتَّى أجْعَلَ لكَ سَهْمًا مِن مالِي فأقَمْتُ معهُ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ قالَ: إنَّ وفْدَ عبدِ القَيْسِ لَمَّا أتَوُا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَنِ القَوْمُ؟ - أوْ مَنِ الوَفْدُ؟ - قالوا: رَبِيعَةُ. قالَ: مَرْحَبًا بالقَوْمِ، أوْ بالوَفْدِ، غيرَ خَزايا ولا نَدامَى، فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّا لا نَسْتَطِيعُ أنْ نَأْتِيكَ إلَّا في الشَّهْرِ الحَرامِ، وبيْنَنا وبيْنَكَ هذا الحَيُّ مِن كُفّارِ مُضَرَ، فَمُرْنا بأَمْرٍ فَصْلٍ، نُخْبِرْ به مَن وراءَنا، ونَدْخُلْ به الجَنَّةَ، وسَأَلُوهُ عَنِ الأشْرِبَةِ: فأمَرَهُمْ بأَرْبَعٍ، ونَهاهُمْ عن أرْبَعٍ، أمَرَهُمْ: بالايمان باللَّهِ وحْدَهُ، قالَ: أتَدْرُونَ ما الايمان باللَّهِ وحْدَهُ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: شَهادَةُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقامُ الصَّلاةِ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وصِيامُ رَمَضانَ، وأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ ونَهاهُمْ عن أرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ والدُّبَّاءِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ، ورُبَّما قالَ: المُقَيَّرِ وقالَ: احْفَظُوهُنَّ وأَخْبِرُوا بهِنَّ مَن وراءَكُمْ.
أخرجه البخاري (كتاب الايمان، رقم ٥٣) ، ومسلم (كتاب الايمان، رقم ١٧).
(١٥) قال الشافعي رحمه الله: وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومن أدركناهم يقولون: الايمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة [إلا] بالآخر. أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد (٥-٩٥٦ رقم ١٥٩٣)، وأورده الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٢-٢٥٦) [دار الفكر، بيروت]
(١٦) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد رقم (٣٢٠)، وأورده الزبيدى في في إتحاف السادة المتقين (٢-٢٥٦) [ط دار الفكر، بيروت]، وصححه ابن حجر في الفتح (١-٦٦) [دار المعرفة،ط١٣٧٩].
(١٧) وقال الآجري: اعلموا رحمنا الله وإياكم: أن الذي عليه علماء المسلمين أن الايمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح. ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب، والتصديق، إلا أن يكون معه الايمان باللسان نطقاً، ولا تجزى معرفة بالقلب، ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال : كان مؤمنا، دلَّ على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين. الشريعة للآجري [دار الوطن، ط٢]
(١٨) قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمع أهل الفقه والحديث على أن الايمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان. (١٨) التمهيد (٩ /٢٣٨ - ٢٤٣) وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، ط ١٣٨٧هـ]
(١٩) وأما سائر الفقهاء من أهل الرأي والآثار بالحجاز والعراق والشام ومصر، منهم؛ مالك بن أنس، والليث بن معد، وسفيان الثوري، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق ين راهويه، وأبو عبيد القاسم ين سلام، وداود بن علي، وأبو جعفر الطبري، ومن سلك سبيلهم، فقالوا : الايمان: قول وعمل، قول باللسان هو الإقرار، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح مع الإخلاص بالنية الصادقة، قالوا : وكل ما يطاع الله تعالى به من فريضة ونافلة، فهو من الايمان. التمهيد (٩ /٢٣٨ - ٢٤٣) وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، ط ١٣٨٧هـ]
(٢٠) الصلاة لابن القيم (٥٤)
(٢١) أخرجه البخاري (كتاب االاعتصام بالكتاب والسنة، رقم ٧٢٨٤) ، ومسلم (كتاب الايمان، رقم ٢٠) 
(٢٢) مجموع الفتاوي (٧-٣٣٧)
(٢٣) مجموع الفتاوي (٧-١٤٠)
(٢٤) مجموع الفتاوي (٧-٥٥٠)
(٢٥) الايمان لابن منده (٢/ ٣٦٢ ) [مؤسسة الرسالة، ط٢، ١٤٠٦ هـ]، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (٧-١٨٦، ١٤-١١٩)، وأعمال القلوب، وحقيقتها وأحكامها (١-١٤٦)
(٢٦) أخرجه أبو داود (كتاب الأدب، رقم ٤٨٨٠) ، وأحمد (٣٣-٣٠) [مؤسسة الرسالة، ط١]
(٢٧) الصلاة لابن القيم (٥٤)
(٢٨) كثير من السلف، من يكتفي بقول اللسان عن ذكر عمل اللسان، فيجعلونه شاملا للنطق؛الشهادتين وللعبادات القولية من الأذكار ونحرها، ومنهم من فصل بين الأمرين؛ كابن تيمية في الواسطية، وغيره والخلاف هنا لفظي، انقلر: نواقض الايمان القولية والعملية لعبد العزيز العبد اللطيف (٣٢) [دار الوطن، ط١].
(٢٩) أخرحه البخاري (كتاب الايمان، رقم ٥٢) ومسلم (كتاب المساقاة، رقم ١٥٩٩).
(٣٠) مجموع الفتاوى لابن تيمية (٧-١٨٧).
(٣١) تعظيم قدر الصلاة للمروزي (٢-٧١٥)، [مكتبة الدار، المدينة المنورة، محيا، ط١، ١٤٠٦هـ]
(٣٢) الايمان لابن منده (٢ -٣٤٧)
(٣٣) مجموع الفتاوي (٧-٥٢٩)
(٣٣) مجموع الفتاوي (١٤-١١٩)
(٣٤) الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (٢-٢٨٨) [دار الراية، ط٢]
(٣٥) مجموع فتاوى، (٢- ٣٨٢) ،وانظر تعظيم قدر الصلاة (٢-٥١٩، ٧١٢-٧١٥)، وعمدة القاري (١-١٢٨)  [دار إحياء التراث العربي].
(٣٦) مختصر الفتاوي المصرية (١-٢٥٣) [دار ابن القيم]، ومجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (٣-٩) [دار الكتب العلمية، ط٢، ١٤١٢هـ]
(٣٧) تعظيم قدر الصلاة (٢-٢١٥)
(٣٨) مجموع الفتاوي (٣-٣٥٤)
(٣٩) مجموع الفتاوي (٧-٣٦٢)
(٤٠) مجموع الفتاوي (٧-٥٢٥)
(٤١) قال ابن تيمية: وأهل السنة والحديث يقولون جميع الأعمال الحسنة واجبها ومستحبها من الايمان أي: من الايمان الكامل بالمستحبّات، ليست من الايمان الواجب، ويفرق بين الايمان الواجب، وبين الايمان الكامل بالمستحبات، كما يقول الفقهاء: الغسل ينقسم إلى مجزئ وكامل، فالمجزئ ما أتى فيه بالواجبات فقط، والكامل ما أتى فيه بالمستحبات، ولفظ الكمال قد يراد به الكمال الواجب، وقد يراد به الكمال المستحب. مجموع الفتاوي (٧-١٩٧ -١٩٨)
(٤٢) أخرجه البخاري، كتاب الايمان، باب أمور الايمان، برقم (9)، ومسلم، كتاب الايمان، باب شعب الايمان، برقم (35)، واللفظ له.
(٤٣) يقول ابن القيم: الايمان أصلا له شعب متعددة ، وكل شعبة منها تسمى : إيمانا ، فالصلاة من الايمان ، وكذلك الزكاة والصوم والحج ، والأعمال الباطنة ، كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه ، حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق ، فإنه من شعب الايمان . وهذه الشعب ، منها ما يزول الايمان بزوالها [ إجماعا ] ، كشعبة الشهادة ، ومنها ما لا يزول بزوالها ، كترك إماطة الأذى عن الطريق ، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما ، منها ما يقرب من شعبة الشهادة ، ومنها ما يقرب من شعبة إماطة الأذى. الصلاة وأحكام تاركها (٥٠) [مكتبة الثقافة بالمدينة المنورة]، وانظر: شرح الطحاوية (٣٢٣) [وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ط١ ، ٤١٨ اهـ].
(٤٤) انظر: تعظيم قدر الصلاة للمروزي (٢-٦١٢)، [مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط١]، وشرح الواسطية لابن عثيمين (٢ /٦٥١) [مكتبة طبرية، الرياض، ط١]
(٤٥) مجموع الفتاوى لابن تيمية (٧-١٥).
(٤٦) أخرجه مسلم (كتاب الصلاة، رقم ٣٩٤) ، بلفظ: لا صلاة لمن لم يقرأ بأمَّ القرآن.
(٤٧) أخرحه أحمد (١٩/٣٧٦) [مكتبة الرسالة، ط١]، وابن حبان (كتاب الايمان، رقم ١٩٤) ، الأحاديث المختارة (٥-٧٤).وقال الضياء: إسناده صحيح، وصححه الألباني قي صحيح الترغيب والترهيب رقم (٠٤ ٣٠) مكتبة المعارف، ط٥]
(٤٨) مجموع الفتاوي (٧-١٤/١٥)
(٤٩) معارج القبول (٣-١٠١٧) [دار ابن القيم، ط١، ١٤١٠هـ]، وانظر : مجموع الفتاوى (٣-١٥١).
(٥٠) مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، لحرب الكرماني (٣٧٧)، وفتح الباري لابن رجب (١-٢١).
(٥١) الشريعة (٢-٦١٤) [دار الوطن، ط٢، ١٤٢٠هـ]، وانظر: نفس المرجع (٢-٦١١)
(٥٢) قال ابن تيمية: الايمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، كما دل عليه الكتاب والسنة و أجمع عليه السلف، وعلى ما هو مقرر في موضعه، فالقول: تصديق الرسول، والعمل: تصديق القول، فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا. والقول الذي يصير به مؤمنا قول مخصوص، وهو الشهادتان، فكذلك العمل هو الصلاة.  وأيضا فإن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد، وذلك إنما يتم بالفعل، لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله دينا، و من لا دين له فهو كافر. شرح عمدة الفقه لشيخ الإسلام، كتاب الصلاة (٨٦) [دارالعاصمة، ط١، ١٤١٨ هـ]
(٥٣) مجموع الفتاوى (٧-٣٦٣) [مكتبة ابن تيمية، ط٢]
(٥٤) مجموع الفتاوى (٧-٦١٦)
(٥٥) مجموع الفتاوى (٧-٦٢١)
(٥٦) مجموع الفتاوى (٧-٢٠٢،٢٩٣)،  (٧-٥٤٤،٥٧٩)
(٥٧) الايمان الأوسط ضمن مجموع الفتاوى (٧-٥٥٦)، الايمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين لمحمد بن محمود آل حضير  (٢-١،٤٠) [مكتبة الرشد، ط٣]
(٥٨) الفوائد (١٤٢) [دار العلم، ط٢، ١٣٩٣هـ]
(٥٩) أخرجه الترمذي (أبواب الاستئذان والآداب، رقم ٢٧٣٣)، وقال: حسن صحيح، والنسائي (كتاب تحريم الدم، رقم ٤٠٧٨)، وأحمد (٣٠-٢١) [مؤسسة الرسالة، ط١]، والحاكم في المستدرك (١-٥٢) وقال: هذا حديث صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٦٠) مجموع الفتاوى (٧ /٥٦١) وانظر: زاد المعاد (٣-٥٥٨) [مؤسسة الرسالة، ط١٤]، ومفتاح دار السعادة (١-٩٣) [دار الكتب العلمية]
(٦١) فتاوي اللجة الدائمة (المجموعة الثانية (ا-٣٣٥)، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
(٦٢) رفع الملام عن الأئمة الأعلام (٤٢)، مدارج السالكين (١-٤) [دار الكتاب العربي، ط٣، ١٤١٦هـ].
(٦٣) أخرجه البخاري في (كتاب الدعوات، رقم ٦٤٠٥)) ، ومسلم في (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم ٢٦٩١).
(٦٤) مدارج السالكين (١-٣٣٩،٣٤٠) [دار الكتاب العربي]، ولقاء الباب المفتوح لابن عثيمين (اللقاء رقم: ٣٣)
(٦٥) معارج القبول (٢-٦٠٢)
(٦٦) الايمان لابن منده (١-٣١١) [مؤسسة الرسالة، ط٢، ١٤٠٦ هـ]
(٦٧) مدارج السالكين (٣-٩٢)
(٦٨) رواه البخاري (رقم ٢٢٧ )، ومسلم ( رقم ١٥٠ )
(٦٩) التمهيد (٩-٢٥٠) وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب]، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي (١-٤١٨،٤٢٤) [مكتبة الدار ، ط١]
(٨٠) أخرجه البخاري (رقم ٥٣) ومسلم (كتاب التوحيد، رقم ١٧).
(٧١) صيانة صحيح مسلم (١٣٥) دار الغرب الإسلامي، ط٣، ١٤٠٨].
(٧٢) مجموع الفتاوى (٧-٢٥٩،٢٦٠)، معالم السنن(٤-٣١٥)،والايمان لابن منده (١-٣٤٦،٣٤٧)، وإكمال المعلم(١-٢٠٢،٢٠٤)، والايمان بين السلف والمتكلمين (٢٩،٤٠)
(٧٣) أخرجه البخاري (كتاب المظالم، الغصب، رقم ٢٤٧٥ )، ومسلم (كتاب الايمان، رقم ٥٧ )
(٧٤) مجموع الفتاوى (٣-١٥١)، (٧-٣٦١).
(٧٥) بدائع الفوائد (٤-١٣٢٤) [دار عالم الفوائد]
(٧٦) قال عبد الرحمن بن حسن - بعد ذكره لحديث: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) فالمنفي في هذه الأحاديث: كمال الايمان الواجب، فلا يطلق الايمان على مثل أهل هذه الأعمال إلا مقيدا بالمعصية، أو بالفسوق، فيقال: مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فيكون معه من الايمان بقدر ما معه من الأعمال الباطنة والظاهرة، فيدخل في جملة أهل الايمان على سبيل إطلاق أهل الايمان، كقوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [سورة النساء آية: 92] . أما المؤمن الايمان المطلق الذي لا يتقيَّد بمعصية ولا بفسوق وبنحو ذلك، فهو الذي أتى بما يستطيعه من الواجبات مع تركه لجميع المحرمات، فهذا هو الذي يطلق عليه اسم الايمان من غير تقييد، فهذا هو الفرق بين مطلق الايمان والايمان المطلق؛ والثاني هو الذي لا يصر صاحبه على ذنب، والأول هو المصر على بعض الذنوب. وهذا الذي ذكرته هنا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة في الفرق بين الإسلام والايمان، وهو الفرق بين مطلق الايمان. والايمان المطلق فمطلق الايمان هو وصف المسلم الذي معه أصل الايمان الذي لا يتم إسلامه إلا به، بل لا يصح إلا به؛ فهذا في أدنى مراتب الدين، إذا كان مصرا على ذنب أو تاركا لما وجب عليه مع القدرة عليه. والمرتبة الثانية من مراتب الدين مرتبة أهل الايمان المطلق الذين كمل إسلامهم وإيمانهم بإتيانهم بما وجب عليهم، وتركهم ما حرمه الله عليهم، وعدم إصرارهم على الذنوب؛ فهذه هي المرتبة الثانية التي وعد الله أهلها بدخول الجنة، والنجاة من النار كقوله تعالى: (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ). فهؤلاء اجتمعت لهم الأعمال الظاهرة والباطنة، ففعلوا ما أوجبه الله عليهم، وتركوا ما حرم الله عليهم. الايمان والرد على أهل البدع (٤-٥) [دار العاصمة، ط٣، ١٤١٢هـ]
(٧٧) مجموع الفتاوى (٧-١٩٠).
(٧٨) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للسعدي (٦٩-٩٠) [أضواء السلف، ط١، ٤١٩ اهـ].
(٧٩) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار (٦٣٢)، والفصل في الملل والنحل لابن حزم (٣/١٨٨)، وأصول الدين للبغدادي (٢٤٩)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (٧-٥٦١)
(٨٠) الملل والنحل لأبي الفتح الشهرستاني (١٤١ - ١٤٠)، ومقالات الإسلاميين للأشعري (١-١١٤،١٢١) ، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (٧-١٩٥)

أحدث أقدم