شرح حديث: لتلبسها أختها من جلبابها




شرح حديثعن أم عطية ، رضي الله عنها، قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن نخرجهن في الفطر والأضحى ، العواتق ، والحيض ، وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ، ودعوة المسلمين ، قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ، قال : "لتلبسها أختها من جلبابها". متفق عليه

الجلباب


السطر الأول في هذا الحديث دليل على أن المرأة لا تخرج إلى السوق إلا بجلباب، والجلباب هو ما يشبه اليوم العباءة، حتى إنهن استأذن النبي صلى الله عليه وسلم: هل عليهن بأس ألا يخرجن إن لم يكن لهن جلباب؟ فقال: "لتلبسها أختها من جلبابها".

فمنع الرسول صلى الله عليه وسلم أن تخرج المرأة -ولو للضرورة- بدون جلباب ؛ لأنه لما أمر بخروج النساء في هذه الحال استشكلت النساء إذا لم يكن لهن جلباب، فأمر أن تسعير من أختها، ثم تخرج به. (2)

شرح مفردات الحديث

العواتق: جمع عاتق، وهي الجارية البالغة، وقيل: ما قاربت البلوغ، أو بين أن تبلغ إلى أن تعنس ما لم تتزوج. وسميت عاتقا: لأنها عتقت من امتهانها في الخدمة والخروج فى الحوائج، أو قاربت الزواج فتعتق من أبويها.

«والخدور» البيوت، وقيل: الخدر ستر يكون في ناحية البيت.

مفهوم الجلباب 


الجلباب : هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار. وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها، وقيل : هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به صدرها ، وظهرها ، وقيل : هو كالملاءة والملحفة ، وقيل : هو الإزار ، وقيل : الخمار . (3)

والتعريف المختار للجلباب شرعا : هو الرِّداء أو الملاءة أو المِلحَفة، يعنى: الشئ الواسع الذي يشمل جميع البدن أو أكثره، وهي تشبه العبادة عندنا. 

اقرأ أيضا: تعريف الجلباب لغة وشرعا

معنى تلبسها أختها من جلبابها


لتلبسها أختها من جلبابها : اللام لام الأمر، والمراد بالأخت الأخت في الإسلام، ومن تبعيضية، أي لتلبسها مسلمة بعض جلبابها، أي جلبابا من جلابيبها، وليس المراد قطعة من جلباب، والمراد الإلباس على سبيل الهبة دون إعادة، ويصح أن يكون على سبيل العارية. (4)

فمعنى تلبسها أختها من جلبابها : أي تعيرها جلبابا تستغنى عنه أختها، أو لعدم خروجها بعذر.

وجه الدلالة عند القائلين بوجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عن الرجال الأجانب


الدلالة : أن هذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة ألا تخرج المرأة إلا بجلباب، وأما عند عدمه لا يمكن أن تخرج.  ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أمرهن بالخروج إلى مصلی العيد، فبين النبي صلى الله عليه وسلم لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها، ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب، مع أن الخروج إلى مصلى العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء.

فإذا كان رسول الله لم يأذن لهم بالخروج بغير جلباب فيما هو مأمور به، فكيف يرخص لهن في ترك الجلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج إليه ؟! بل هو التجول في الأسواق، والاختلاط بالرجال، والتفرج الذي لا فائدة منه. وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر. (5)

المصادر والمراجع

  1. البخاري في صحيحه - باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى - حديث رقم 322. وحديث رقم 1534 - من كتاب صحيح مسلم - كِتَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ 
  2. شرح صحيح البخاري - باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى - حديث رقم 322 - ابن عثيمين 
  3. شرح الحديث من شرح النووى على مسلم - حديث رقم 1534 
  4. صحيح مسلم ، شرح الحديث من فـــتح المــــنعم (4-113)
  5. رسالة الحجاب لابن عثيمين: (15- 16).
أحدث أقدم