الشرط العادي
تعريف الشرط العادي : عرفه القرافي المالكي بأنه : ما يلزم من عدمه عدم مشروطه، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لمشروطه عادة (١)؛ وتبعه في ذلك صاحب تهذيب الفروق. (٢) وعرفه ابن النجار الفتوحي بأن الشرط العادي : ما لا يمكن وجود الفعل بدونه عادة . (٣)
وعرفه بعض الفقهاء المعاصرين بأنه : الذي لا ينفك عن مشروطه عادة. (٤) وعرفه بعضهم بأنه : ما تكون العلاقة بينه وبين مشروطه ناتجة عن حكم العادة والعرف. (٥)
مثال على الشرط العادي
١ - نصب السلم لصعود السطح، فنصب السلم شرط لصعود السطح، إذ لا يتصور صعود السطح - عادة - بدون سلم، لذلك يلزم من عدمه عدم الصعود، ولكن لا يلزم من وجود السلم منصوبا وجود الصعود ولا عدمه، لأنه قد يصعد إلى السطح وقد لا يصعد. (٦)
۲ - ومثل له جمع من العلماء بالغذاء للحيوان ، وبأخرى على غراره (٧)، إذ العادة الغالبة أنه يلزم من انتفاء الغذاء انتفاء الحياة، ومن وجوده وجودها إذ لا يتغذى إلا الحي، وعليه يكون الشرط العادي - في هذا المثال - كاللغوي، في أنه مطرد منعکس ، لأن الشرط اللغوي يلزم من وجوده وجود، ومن عدمه العدم، فيكون الشرطان من قبيل الأسباب، لا من قبيل الشروط، لأن السبب هو ما يلزم من وجوده وجود، ومن عدمه العدم. (٨)
واعترض عليه بالحيات، فإنها تمكث في الشتاء تحت التراب بغير غذاء، الأمر الذي جعل الإمام القرافي يحترز عنها في المثال (و العادية كالغذاء مع الحياة في بعض الحيوانات ) (٩)؛ وعلى هذا فلا يلزم من انتفاء الغذاء في حقها انتفاء الحياة، فينعكس الحال وتصير الحياة هي شرط الغذاء، إذ يلزم من انتفاء الحياة انتفاؤه. (١٠) (١١)
١ - نصب السلم لصعود السطح، فنصب السلم شرط لصعود السطح، إذ لا يتصور صعود السطح - عادة - بدون سلم، لذلك يلزم من عدمه عدم الصعود، ولكن لا يلزم من وجود السلم منصوبا وجود الصعود ولا عدمه، لأنه قد يصعد إلى السطح وقد لا يصعد. (٦)
۲ - ومثل له جمع من العلماء بالغذاء للحيوان ، وبأخرى على غراره (٧)، إذ العادة الغالبة أنه يلزم من انتفاء الغذاء انتفاء الحياة، ومن وجوده وجودها إذ لا يتغذى إلا الحي، وعليه يكون الشرط العادي - في هذا المثال - كاللغوي، في أنه مطرد منعکس ، لأن الشرط اللغوي يلزم من وجوده وجود، ومن عدمه العدم، فيكون الشرطان من قبيل الأسباب، لا من قبيل الشروط، لأن السبب هو ما يلزم من وجوده وجود، ومن عدمه العدم. (٨)
واعترض عليه بالحيات، فإنها تمكث في الشتاء تحت التراب بغير غذاء، الأمر الذي جعل الإمام القرافي يحترز عنها في المثال (و العادية كالغذاء مع الحياة في بعض الحيوانات ) (٩)؛ وعلى هذا فلا يلزم من انتفاء الغذاء في حقها انتفاء الحياة، فينعكس الحال وتصير الحياة هي شرط الغذاء، إذ يلزم من انتفاء الحياة انتفاؤه. (١٠) (١١)
٣ - غسل الزائد على حد الوجه - أي مقدمة الرأس - في غسل الوجه ليتحقق غسل جميعه؛ إذ إن غسل مقدم الرأس شرط لتمام غسل جميع الوجه في الوضوء، فإن انتفی غسل مقدم الرأس انتفى غسل الوجه كاملا، وإن وجد فإنه يلزم من وجوده تحقق کمال هذا الركن. (١٢)
٤ - ستر شيء من الركبة لتحقق ستر الفخد محل العورة، فإنه شرط لستر العورة، فيلزم من وجوده وجود الستر، ويلزم من عدمه عدمها. (١٣)
٥ - ملاصقة النار للجسم في الإحراق، فإن ملاصقة النار شرط للإحراق يلزم من وجوده وجود، ويلزم من عدمه عدم ؛ وكذا مقابلة الرائي للمرئي ، فإنها شرط لتحقق الإبصار، فإذا وجدت المقابلة وجد الإبصار، وإذا لم توجد ينتفي الإبصار. (١٤)
والخلاصة أن : الشرط العادي هو ما اعتاد الناس على القيام به ، بجعله عرفا وعادة عندهم ويتوجب حصوله بحصول مشروطه ، كنصب السلم مثال لصعود السطح ، فإن العادة اقتضت أنه لا يمكن صعود السطح إلا بوجود السلم عند بعض الناس ، مع استثناء بعض الحالات.
المصادر والمراجع
(١) القرافي، الفروق (١-٨٣)
(٢) تهذيب الفروق (٦١-۱)
(٣) شرح الكوكب المنير، ابن النجار (۳٦۰-1)، وشرح المحلي على جمع الجوامع مع حاشية البناني (۱۹٥-۱)
(٤) أصول الفقه الاسلامي (۱۸-۱)
(٥) أصول الفقه الإسلامي (۳۲۸)
(٦) أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (١-٦٢،٨٢)؛ حاشية البناني على جمع الجوامع (٢-٢١)، الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول(٢-١٥٨)؛ (شرح المحلى) البدر اللامع في حل جمع الجوامع (٢-٥٦)؛ إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني (۱۳٤).
(٧) شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول للقرافي (۸٥)؛ شرح مختصر الروضة لنجم الدين الطوفي (١-٤٣٢)؛ شرح الكوكب المنير لابن النجار (١-٤٥٥)؛ المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل (۱۹۳).
(٨) شرح مختصر الروضة لنجم الدين الطوفي (١-٤٣٢)؛ شرح الكوكب المنير لابن النجار (١-٤٥٥،٤٥٦)؛ المدخل لابن بدران (۱۹۳)
(٩) شرح تنقيح الفصول للقرافي (ص ۸٥)
(١٠) شرح مختصر الروضة (١-٤٣٢)
(١١) وأجاب الطوفي قائلا: (واعلم أن مكث الحيات مدة الشتاء بغير غذاء بعيد جدا، وقد جاء عن وهب وغيره أن الله تعالى لما مسخها، وأخرجها من الجنة ، قال لها: (إني جعلت مسكنك الظلمات، وطعامك التراب)؛ وإن لم أنها تمكث بغير غذاء ظاهر لكنها تستعد من الصيف للشتاء، بأن تأكل فيه ما يكفيها بحسب الإلهام الإلهي) شرح مختصر الروضة (١-٤٣٢،٤٣٣)
(١٢) المحلى، شرح جمع الجوامع (۱۹٤-۱)؛ ابن النجار، شرح الكوكب المنير (۳٦۰-١)
(١٣) الموافقات للشاطبي (۲۹۱-۱ )، أصول الفقه الاسلامي (۳۲۸)
(١٤) أصول الفقه الإسلامي (١-٦٨)
(٢) تهذيب الفروق (٦١-۱)
(٣) شرح الكوكب المنير، ابن النجار (۳٦۰-1)، وشرح المحلي على جمع الجوامع مع حاشية البناني (۱۹٥-۱)
(٤) أصول الفقه الاسلامي (۱۸-۱)
(٥) أصول الفقه الإسلامي (۳۲۸)
(٦) أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (١-٦٢،٨٢)؛ حاشية البناني على جمع الجوامع (٢-٢١)، الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول(٢-١٥٨)؛ (شرح المحلى) البدر اللامع في حل جمع الجوامع (٢-٥٦)؛ إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني (۱۳٤).
(٧) شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول للقرافي (۸٥)؛ شرح مختصر الروضة لنجم الدين الطوفي (١-٤٣٢)؛ شرح الكوكب المنير لابن النجار (١-٤٥٥)؛ المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل (۱۹۳).
(٨) شرح مختصر الروضة لنجم الدين الطوفي (١-٤٣٢)؛ شرح الكوكب المنير لابن النجار (١-٤٥٥،٤٥٦)؛ المدخل لابن بدران (۱۹۳)
(٩) شرح تنقيح الفصول للقرافي (ص ۸٥)
(١٠) شرح مختصر الروضة (١-٤٣٢)
(١١) وأجاب الطوفي قائلا: (واعلم أن مكث الحيات مدة الشتاء بغير غذاء بعيد جدا، وقد جاء عن وهب وغيره أن الله تعالى لما مسخها، وأخرجها من الجنة ، قال لها: (إني جعلت مسكنك الظلمات، وطعامك التراب)؛ وإن لم أنها تمكث بغير غذاء ظاهر لكنها تستعد من الصيف للشتاء، بأن تأكل فيه ما يكفيها بحسب الإلهام الإلهي) شرح مختصر الروضة (١-٤٣٢،٤٣٣)
(١٢) المحلى، شرح جمع الجوامع (۱۹٤-۱)؛ ابن النجار، شرح الكوكب المنير (۳٦۰-١)
(١٣) الموافقات للشاطبي (۲۹۱-۱ )، أصول الفقه الاسلامي (۳۲۸)
(١٤) أصول الفقه الإسلامي (١-٦٨)