الشرط العقلي

الشرط-العقلي

الشرط العقلي


تعريف الشرط العقلي : عرفه القرافي المالكي بأنه : ما يلزم من عدمه عدم مشروطه، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لمشروطه عقلا (١) ؛ وتبعه في ذلك صاحب تهذيب الفروق ، وقال في التفريق بين الشرط العقلي وغيره من الشروط: ارتباط الشرط بالمشروط إن كان معناه أنه من حقيقة المشروط ارتباط ذلك الشرط به، فهو الشرط العقلي، كالحياة مع العلم. (٢)

فالشرط العقلي ما لا يعقل عند أولي الأفكار السليمة وأرباب العقول المستقيمة وجود المشروط إلا به ، كاشتراط الحياة لحصول العيش ، بحيث لو  فقدت الحياة انعدم معها العيش ، ولا أثر لوجود أي مخلوق عندئذ على وجه الأرض ، ولا يلزم منه بالمقابل وجود الحياة وجود العيش ، كما هو مشاهد اليوم من إزهاق أرواح الناس والتعدي عليهم ، بغير حق ظلما وعدوانا، مع أن الحياة مستمرة ، والدنيا متواصلة ومستقرة .

مثال على الشرط العقلي

١ - الحياة للعلم ، فإنها شزط له ، لأنها إذا عدمت الحياة عدم العلم، ولا يلزم من وجودها وجوده ولا عدمه، فقد توجد الحياة مع العلم، وقد توجد مع عدمه. (٣)

٢ - الفهم في التكليف ؛ فإنه شرط له، يلزم من عدم الفهم عدم التكليف، ولا يلزم من وجود الفهم وجود التكليف ولا عدمه . (٤)

٣ - ترك أضداد المأمور به ، فهو شرط للمأمور به ؛ کترك ضد الواجب - مثلا - الحصوله، فترك الأكل في الصلاة واجب ، والأكل فيها ضد الواجب ؛ فترك الأكل شرط الصحة الصلاة، يلزم من عدمه بطلان الصلاة، ولا يلزم من وجوده - أي الترك - وجود الصلاة ولا عدمها (٥)؛

٤ - كذلك ترك القعود في صلاة الفريضة واجب، والقعود فيها بغير عذر ضد الواجب ، فترك القعود في الصلاة شرط لصحتها، يلزم من عدمه بطلان الصلاة، ولا يلزم من وجوده وجود الصلاة ولا عدمها. (٦)

المصادر والمراجع

(١) أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (١-٨٣)
(٢) تهذيب الفروق والقواعد السنية فى الأسرار الفقهية لمحمد علي بن حسين المالكي المكي (٦١-۱)
(٣) أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي المالكي (١-٨٣)؛ شرح تنقيح الفصول (٨٥)؛ تهذيب الفروق (١-٥٩)؛ روضة الناظر لابن قدامة (٣١،١٣٥)؛ شرح الكوكب المنير، الفتوحي (١٤١)؛ المدخل إلى مذهب الإمام أحمد (٦٨)؛ أصول الفقه (٢-٢٨٧)
(٤) الموافقات للشاطبي (١-٢٦٦)
(٥) جمع الجوامع مع شرحه للمحلي (١-١٩٤)؛ أصول الفقه الاسلامي (۳۲۷)
(٦) حاشية البناني على شرح المحلي على جمع الجوامع (١-١٩٥)
أحدث أقدم