القاعدة الثالثة - محاربة الإسلام للشر والوثنية للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله.

(الحلقة الرابعة) القاعدة الثالثة - محاربة الإسلام للشر والوثنية  للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).

إن الإسلام وهو دين الحنيفية السمحة والتوحيد الخالص، قد حارب الوثنية في جميع صورها، وعمل على اجتثاث جذورها وسد ذرائع الشرك كلها.

فقد نهى عن: الغلو في تعظيم المخلوقين ومدحهم بغير حق وإحاطتهم بجو من التأليه والقداسة يخرجهم عن دائرة البشر.

ونهى عن: رفع القبور وتشييدها وإقامة القباب عليها والطواف بها والصلاة والدعاء عندها وتقديم النذور للمقبورين فيها.

ونهى عن: الاستغاثة بهم ودعائهم لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، وأخبر أنهم لا يسمعون من دعاهم، ولا يجيبون من ناداهم.

وقال تعالى من سورة النحل: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }(النحل: 20-21).

وقال من سورة الاسراء: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء:56-57 ].

وقال من سورة فاطر :{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }[فاطر:13 - 14].

ونهى الإسلام عن: شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة الكبار التي هي: المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد الأقصى الذي بالشام؛ ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة.

وإذا كانت المساجد وهي بيوت الله التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه، لا يجوز شد الرحال إليها للصلاة فيها، 

فكيف يجوز شد الرحال إلى المشاهد لزيارتها أو إلى الموالد التي تشبه أعياد الجاهلية لإحيائها وإقامتها؟! إن هذه الوثنية لا يعرفها الإسلام. 

ونهى الإسلام : أن يعتقد أن في بعض الأمكنة أو الأشخاص أو الآثار سرّا وبركة به تشفى الأمراض أو تقضى الحاجات أو تخصب العقيم أو تتزوج العرائس، هذه كلها أوهام لا يقرها دين الإسلام

ونهى الإسلام كذلك : عن السحر والطلاسم، وعن الرقى والتمائم، وعن التطير والتشاؤم، وعن الكهانة والعرافة، وعن محاولة النفوذ إلى ضمير الغيب بواسطة قراءة الكف أو ضرب الرمل أو زجر الطير أو قراءة الفنجان أو تسخير الجان أو غير ذلك مما أولع به النسوان في هذا الزمان. 

ونهى عن : اتخاذ الصور والتماثيل لإنسان أو حيوان.

وهكذا احتاط الإسلام للتوحيد أشد الحيطة، ومع ذلك فقد خالفت أمة التوحيد أصول التوحيد، كما سنبينه بعدّ إن شاء الله.

[المصدرغربة الإسلام للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله].


للمزيد : (الحلقة الأولى) غربة الإسلام للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).
للمزيد : (الحلقة الثانية) القاعدة الأولى - التوحيد المطلق الكامل للّه للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).

أول مدونة سلفية متخصصة في جمع تفريغات الدروس والمحاضرات والخطب وغيرها التي تخدم المنهج السلفي، والهدف من ذلك تقريب العلم الشرعي الصحيح لطلابه..
إشعار : كل حقوق التفريغ محفوظة للمدونة.
أحدث أقدم