القاعدة الرابعة - يسر الإسلام وسماحته للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله.

(الحلقة الخامسة) القاعدة الرابعة - يسر الإسلام وسماحته  للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله (مفرغة).

إن الدين الإسلامي دين سماحة ويسر، لا مشقة فيه ولا عسر، فقد وضع الله عن أهله الآصار والأغلال التي كانت على من قبلهم، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج، 

فشرع لهم من الطهارات الحسية والمعنوية ما فيه تنظيف لثيابهم وأبدانهم وأرواحهم، من غير أن يكلفهم في ذلك ما يشق عليهم. 

فرخص لهم في استعمال التراب بدلاً من الماء عند فقده أو تعذر استعماله في الحدث الأكبر والأصغر جميعا. 

ووضع عنهم شطر الصلاة في السفر، ورخص لهم الفطر فيه، وأذن لهم في المسح على الجبائر والخفين والعمائم والجوارب

وشرع لهم ضروبا من العبادات السهلة لتكون تعبيرا عمليًا عن خضوع المسلم لربه، ولتكون رمز الولاء والحب والعرفان والشكر لنعمه، ولتكون كذلك كمالاً للتوحيد وعنوانا على الإخلاص

وهي كذلك تجدد ذكر الله في القلب حتى يظل العبد موصولاً به يتمثل عظمته وجبروته ویسارع في مرضاته.

وفضلاً عن ذلك

فإن العبادات ذات أثر بالغ في تقوية مشاعر الأخوة بين المسلمين، وتوثيق أواصر المودة بينهم؛ حيث يقومون بها جميعا، لا فرق بين حاكم ومحكوم، ولا بين أمير وسوقة، فيشعرون بالمساواة التامة بين يدي الله عزوجل تنمحي بينهم تلك الفوارق العارضة التي ولدتها ظروف الحياة.

ولهذه العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج المكان الأول في نظر الإسلام بعد التوحيد؛ 

فلا يجوز لمسلم أن يتهاون بها أو يقصر في أدائها، 

كما يجب على الدول أن ترعى ذلك وأن توليه جل اهتمامها وأن تهيئ للناس كل الوسائل التي تمكنهم من القيام بشعائر تلك العبادات.

[المصدر: غربة الإسلام  للعلامة محمد خليل هراس رحمه الله].

أحدث أقدم