الدليل الأول: قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1)
الدليل الثاني: قوله عز وجل: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (2)
الدليل الثالث: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} (3)
الدليل الرابع: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (4)
أدلة وجوب الحجاب من السنة
وقد دلت أحاديث نبوية بجانب دلالة القرآن على وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب، فمن ذلك:
الدليل الأول: ما روته عائشة رضي الله عنها في قصة حادثة الإفك، في حديث طويل أن صفوان بن معطل رضي الله عنه – وكان يأتي من وراء الجيش يتفقده بعدهم - إذ رأى سواد إنسان نائم، فأتاه – وكانت هي رضي الله عنها قد أخذها النوم وهي تنتظر تفقد الجيش لها- قالت: " فأتاني فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني؛ فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه...»، الحديث (6)
الدليل الثاني: قوله ﷺ: "إذا خطب أحدكم امرأة، فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة، وإن كانت لا تعلم". (7)
الدليل الثالث: حديثُ أم عطية -رضي الله عنها- أنَّ النبي ﷺ لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد، قلنا: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال النبي ﷺ: "لتُلبسها أُختُها من جِلبابِها". (8)
الدليل الرابع: ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لقد كان رسول الله ﷺ يُصلّي الفجر ، فيشهدُ معه نساءٌ من المؤمنات متلفعاتٌ بِمُرُوطِهنّ ، ثم يرجعن إلى بيوتهن، ما يَعرفُهُنّ أحدٌ من الغَلَسِ" . أخرجه البخاري: (۵۷۸) واللفظ له ، ومسلم: (645).
المروط : أكسية مُعلّمة تكون من خـزٍّ ، وتكون من صوف . ومتلفعات : متلحفات . والغلس : اختلاط ضياء الصبح بظلمة الليل .
الدليل الخامس: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لَوْ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَأَى ما أحْدَثَ النِّساءُ لَمَنَعَهُنَّ المَسْجِدَ كما مُنِعَتْ نِساءُ بَنِي إسْرائِيلَ". (9)
الدليل السادس: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "منْ جرَّ ثوبهُ خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: "فكيف يصنع النساء بذيولهن؟" قال: "يُرخين شبراً"،فقالت: "إذاً تنكشف أقدامهن!". قال: "يُرخينه ذراعاً لا يَزدنَ عليه". (10)
الدليل السابع: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "المرأةُ عورةٌ فإذا خرجت استشرفها الشّيطانُ، وأقربُ ما تكونُ مِنْ رحمةِ ربّها وهي في قُعرِ بيتها". (11)
الدليل الثامن: عن عائشة رضي الله عنها قالت: « " كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ". (12)؛ فإذا كان هذا في حالة الإحرام المطلوب فيه كشف وجه المرأة ، ففي غيرها أولى. (13)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن". مجموع الفتاوى (١٥-٣٧١)
الدليل التاسع: ما رواه أبو داود في سننه، عن عائشة رضي الله عنها: "أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: "يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا"، وأشار إلى وجهه وكفيه". (14)
الدليل العاشر: ما رواه البخاري وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أخاه الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ كان رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، "فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ". (15) ، وفي لفظ: «وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله ، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها، فالتفت النبي والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل، فعدل وجهه عن النظر إليها» (16).
إقرأ أيضاً: عورة المرأة
إقرأ أيضاً: تعريف الحجاب لغة وشرعا
الدليل الحادي عشر: ما أخرجه البخاري وغيره، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في "صلاة النبي ﷺ بالناس صلاة العيد، ثم وعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن، وقال : "يا معشر النساء، تصدقن، فإنكن أكثر حطب جهنم"، فقامت امرأة من سطة النساء سعفاء الخدين...» (17)، الحديث.
السفعة في الخدين من المعاني المشهورة في كلام العرب: أنا سواد وتغير في الوجه، من مرض أو مصيبة أو سفر شديد (18)؛ والمقصود:" أن السفعة في الخدين إشارة إلى قبح الوجه، وبعض أهل العلم يقول: إن قبيحة الوجه التي لا يرغب فيها الرجال لقبحها؛ لها حكم القواعد اللاتي لا يرجون نکاحا" (19).
الدليل الثاني عشر: ما رواه البخاري في صحيحه: (باب وليضربن بخمرهن على جيوبهن) عن عائشة رضي الله عنها قالت: "یرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ} [النور: ۳۱] شققن مروطهن فاختمرن بها» (20). وعنها رضي الله عنها أنها قالت: «لما نزلت هذه الآية : {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ} أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشی، فاختمرن بها" (21).
الدليل الثالث عشر: ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما وغيرهما من حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: "یا رسول الله، أفرأيت الحمو؟". قال: "الحمو الموت". (22)
فالعجب كل العجب، ممن يدعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنة ما يدل على ستر المرأة عن الأجانب ووجوب الحجاب، مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله، وأدلة وجوب الحجاب ثابتة في القرآن والسنة، كما تقدم. والدليل الثاني عشر من أعظم الأدلة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين، كما ترى.
المصادر والمراجع
(1) آية الحجاب: [النور : ۳۱]
(2) آية الحجاب: [النور : ٦٠]
(3) آية الحجاب: [الأحزاب: ٥٣]
(4) آية الحجاب: [الأحزاب: ٥٩]
(5) آية الحجاب: [الأحزاب: ٥٥]
(6) أدلة الحجاب من السنة: حديث أخرجه البخاري: (4141)، (٤۷۵۹)، ومسلم: (۲۷۷۰).
(7) أدلة الحجاب من السنة: حديث : السلسلة الصحيحة: (۹۷)، قال الألباني: «صحيح»
(8) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه مسلم في صحيحه (890).
(9) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (۸۰۹)، واللفظ لمسلم: (445).
(10) أدلة الحجاب من السنة: حديث : رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح.
(11) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه الترمذي، برقم 1173، وابن خزيمة، 1685، وصححه الألباني في إرواء الغليل
(12) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه أحمد، 40/ 522، برقم 24021، وأبو داود، برقم 1833، وقال الشيخ الألباني في جلباب المرأة المسلمة، 1/ 107: «حسن في الشواهد». ينظر: صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة: (۲۱۰ / ۲ ).
(13) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - ج 17 - حجاب المرأة ولباسها، ص: ٢٥٦
(14) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه أبو داود: (4104) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (957)؛ قلت: "وهو حديث ضعيف من أربعة أوجه؛ منها أن: خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها، وفي سنده سعيد بن بشير الأزدي؛ والله أعلم".
(15) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (۱۰۱۳)، ومسلم: (۱۳۳۶).
(16) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (۲۲۲۸).
(17) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (٨٨٥).
(17) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (٨٨٥).
(18) أضواء البيان للشنقيطي: (۹/ ۹٦٥- ٦٦٠).
(19) أضواء البيان للشنقيطي: (۹/ ۹٦٥- ٦٦٠).
(19) أضواء البيان للشنقيطي: (۹/ ۹٦٥- ٦٦٠).
(20) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (٤۷۰۸)
(21) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (٤۷۰۹).
(22) أدلة الحجاب من السنة: حديث : أخرجه البخاري: (۵۲۳۲)، ومسلم: (۲۱۷۲) .